محمد هانى: أسرار وراء احترافي وأحلامي




قد يبدو لي الأمر الآن واضحًا وبسيطًا، لكنني أدركت مؤخرًا المسار الطويل والشاق الذي أوصلني إلى حيث أنا اليوم. من شوارع القاهرة المزدحمة، حيث بدأتُ مسيرتي الكروية، إلى الملاعب الضخمة في أوروبا، لم يكن الأمر رحلة سهلة.

كان حلمي أن أصبح لاعب كرة قدم منذ نعومة أظفاري. كنتُ أقضي ساعات لا حصر لها أركل الكرة في الشوارع وأحلم بالمجد. لكن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود؛ لقد واجهتُ تحديات وعقبات لا حصر لها.

كانت إحدى أكبر العقبات هي نقص الموارد. لم تكن عائلتي ثرية، ولم يكن لدينا إمكانية الوصول إلى مرافق التدريب عالية الجودة مثل العديد من اللاعبين الآخرين. ومع ذلك، لم أدع هذا يثبط عزيمتي؛ لقد وجدتُ أماكن بديلة للتدريب، مثل شوارع الحي وبلاط المدرسة.

بالإضافة إلى ذلك، كنتُ أواجهُ التمييز بسبب خلفيتي الاجتماعية. لم يكن يُنظر إلى الأولاد من أحياء فقيرة في مصر على أنهم لاعبين كرة قدم محتملين. لكنني رفضت السماح لهذه الآراء تؤثر على أحلامي.

ومع استمرار جهودي، بدأت موهبتي تُلاحظ. انضممتُ إلى فريق الشباب في نادي الزمالك، أحد أكبر الأندية في مصر. كان هذا إنجازًا كبيرًا، لكنه كان أيضًا مجرد بداية.

في نادي الزمالك، عملتُ بجد لتحسين مهاراتي. قضيتُ ساعات إضافية في التدريب، واستمعتُ إلى نصائح المدربين، وتعلمتُ من اللاعبين الأكثر خبرة. كنتُ مصممًا على أن أحقق حلمي وأصبح لاعب كرة قدم محترفًا.

في عام 2016، حصلتُ على فرصة الانضمام إلى نادي آندرلخت البلجيكي. كانت هذه نقلة نوعية كبيرة في مسيرتي. كان الدوري البلجيكي أكثر تنافسية بكثير من الدوري المصري، وكان عليّ أن أرتقي إلى مستوى المنافسة.

واجهتُ صعوبات في البداية في التكيف مع الحياة في بلجيكا. كان الطقس باردًا والمناظر الطبيعية مختلفة جدًا عن القاهرة. لكنني كنتُ مصممًا على النجاح، وبفضل الدعم من المدربين وزملائي في الفريق، تمكنتُ من التغلب على هذه التحديات.

في آندرلخت، لعبتُ إلى جانب بعض أفضل اللاعبين في أوروبا. لقد تعلمتُ منهم الكثير، ليس فقط عن كرة القدم ولكن أيضًا عن الانضباط والاحترافية. كان هذا وقتًا تحويليًا في مسيرتي، وساعدني على أن أصبح لاعبًا أفضل.

في عام 2021، انضممتُ إلى نادي بيراميدز المصري. لقد كان شرفًا كبيرًا لي أن أرتدي قميص منتخب بلدي. لقد لعبتُ مع بعض أفضل اللاعبين في مصر، وساعدتُ المنتخب على التأهل إلى كأس الأمم الأفريقية 2023.

رحلتي لم تكن سهلة، لكنها كانت رحلة مجزية للغاية. لقد واجهتُ تحديات وعقبات عديدة، لكنني لم أدعها تمنعني من تحقيق أحلامي. أنا فخور بما حققته، وأنا ممتن لكل من دعمني على طول الطريق.

إلى الشباب الذين يحلمون بأن يصبحوا لاعبين كرة قدم محترفين، أقول لكم: لا تدع أحدًا يخبرك أنك لا تستطيع تحقيق أحلامك. مع العمل الجاد والتصميم، يمكنك تحقيق أي شيء.