ولد محمود الحسنات في مدينة حلب عام 1933، وتلقى تعليمه في مدارسها، ومنذ طفولته، أبدى شغفًا بالعلم والأدب، وكان يقضي ساعات طويلة في مكتبة والده، يقرأ الكتب في مختلف المجالات.
التحق الحسنات بكلية الآداب في جامعة دمشق، وتخرج منها عام 1955، ثم عمل مدرسًا للغة العربية في مدارس حلب، وكان معلمًا محبوباً من طلابه، لديه القدرة على تبسيط المفاهيم المعقدة وجعلها ممتعة.
بالإضافة إلى عمله في التدريس، كان الحسنات أديبًا موهوبًا، بدأ الكتابة في وقت مبكر من حياته، ونشر أولى قصائده في مجلة "الأديب" اللبنانية عام 1952.
أصدر الحسنات العديد من المجموعات الشعرية، منها "أغاني حلب" و"غزل على ضفاف النهر" و"قصائد حب"، كما كتب مسرحيات، منها "شجرة الدر" و"المتنبي"، إضافة إلى روايات وقصص قصيرة.
حظيت أعمال الحسنات بإشادة النقاد والقراء، وأصبح واحدًا من أبرز الأدباء السوريين والعرب، كما حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة "أدونيس" للشعر عام 1995.
إلى جانب أدبه، كان الحسنات إنسانًا رائعًا، عرف بحبه للخير ومساعدة الآخرين، وكان دائمًا مستعدًا لدعم الموهوبين، وتقديم المشورة لهم.
كان الحسنات قريبًا من الناس، وله علاقات واسعة في جميع الأوساط الاجتماعية، وكان معروفًا بحسن خلقه وطيبته وتواضعه.
رحل محمود الحسنات عن عالمنا في عام 2009، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا وثقافيًا غنيًا، وذكرى طيبة في نفوس محبيه ومتابعيه.
الآن...إذا كنت تحب الأدب العربي، فيجب عليك قراءة أعمال محمود الحسنات، فهي بمثابة نافذة على روح هذا الكاتب الموهوب والإنسان الرائع.
كما يمكنك زيارة قبر الحسنات في مدينة حلب، حيث يرقد هناك إلى جانب كبار أدباء المدينة، مثل نزار قباني والياس حبيبي.
وأخيرًا...سيرة محمود الحسنات هي سيرة ذاتية جميلة، فيها من العطاء الأدبي والإنساني، ما يجعلنا نفتخر ونعتز بهذا الكاتب الرائع.