محمود صالح.. حكيم يُولع بالثقافة ويدعو لـحب مصر




بدأ محمود صالح حياته كطبيب قبل أن يتجه إلى الثقافة، حيث تولى منصب رئيس اتحاد النقابات الفنية لمدة ثلاث دورات، وعمل وزيرًا للثقافة في فترة الثمانينيات، وشغل منصب رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، وهو عضو بمجلس الشعب، ورئيس مجلس إدارة جريدة "الأهرام".
كان شغوفًا بحب مصر، وكان معروفًا عنه صراحته الشديدة، ودائمًا ما كان يدعو إلى الاهتمام بالثقافة، ومحاربة الفساد في الوسط الفني.

قصة نجاحه

ولد محمود صالح في قرية كفر الشوافين بمحافظة المنوفية في عام 1927، وتخرج من كلية طب القصر العيني، ثم عمل طبيبًا في العديد من المستشفيات، لكنه سرعان ما اكتشف شغفه بالثقافة.

أسس في عام 1954 "جمعية الفيلم" التي تُعنى بتنظيم المهرجانات السينمائية، وكان أول أمين عام لها، كما شارك في تأسيس "نقابة السينمائيين"، وكان أول نقيب لها.

حبه لمصر
كان محمود صالح يُحب مصر ويفتخر بها، وكان يرى أن الثقافة أحد أهم أدوات الحفاظ على هوية مصر، وكان دائمًا ما يحذر من الغزو الثقافي الذي يتعرض له المجتمع المصري.

في أحد خطاباته، قال: " الثقافة هي السلاح الحقيقي لمواجهة الغزو الخارجي، وهي التي تحافظ على الهوية الوطنية، وعندما يضعف جسد الأمة، يجب أن نقوي روحها بالثقافة".

رئاسته لوزارة الثقافة
عُين محمود صالح وزيرًا للثقافة في عام 1980، وقد قام خلال فترة توليه المنصب بعدد من الإنجازات المهمة، من أهمها:
  • تأسيس صندوق دعم الإبداع.
  • تأسيس المجلس الأعلى للثقافة.
  • إنشاء العديد من المراكز الثقافية في جميع أنحاء مصر.

كما كان حريصًا على تشجيع الفن الجاد والالتزام بقيم المجتمع المصري، وساند العديد من الفنانين والمبدعين.

صراحته وجرأته
كان محمود صالح معروفًا بصراحته وجرأته، ولم يتردد أبدًا عن انتقاد من يخطئ أو يقصر في أداء واجبه، وكان يُعرف عنه أيضًا أنه لا يقبل المنافقين أو المتملقين.

في إحدى المرات، قال: " أنا لا أدافع عن كل الفنانين، فهناك فنانون فاسدون يجب محاربتهم، ولكن يجب أن نحمي الفن نفسه، لأن الفن هو الطريق الصحيح لمعالجة المشاكل المجتمعية".

وفاته
توفي محمود صالح في عام 2010 عن عمر يناهز 83 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا ثقافيًا كبيرًا، وهو يُعتبر أحد أهم الشخصيات الثقافية التي ظهرت في مصر في القرن العشرين.