محمود عزت العلايلي




كان اسمه محمود عزت العلايلي، وكان نجمًا لامعًا في عالم التمثيل المصري والعربي. مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من نصف قرن حافلة بالأدوار المتنوعة والشخصيات التي لا تُنسى. وراء هذه الصورة اللامعة، كان هناك رجلٌ يحمل قلبًا من ذهب وابتسامة دافئة.

بدايات متواضعة


ولد محمود عزت العلايلي في عام 1934 في قرية صغيرة بمحافظة الشرقية في مصر. كانت طفولته بسيطة، ولم يكن يتخيل يومًا أن يصبح اسمه مرادفًا للفن والإبداع. بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، بدأ العلايلي مشواره الفني متنقلاً بين المسرح والتلفزيون والسينما.

في أحد الأيام، لفت العلايلي انتباه المخرج الراحل صلاح أبو سيف، الذي رأى فيه موهبة استثنائية. كانت تلك بداية رحلة طويلة من النجاحات السينمائية، حيث تألق العلايلي في أدوار متنوعة، من الفدائي إلى الأب الحنون إلى الرجل الشرير.

شخصيات لا تُنسى


خلال مسيرته الحافلة، قدم العلايلي مجموعة لا تُنسى من الشخصيات التي تركت بصمة على تاريخ السينما العربية. من أشهر أدواره شخصية "حسن" في فيلم "الأرض"، والتي جسد فيها دور الفلاح الذي يناضل من أجل حقه في الأرض. كما تألق في دور "الرئيس عبد الوهاب" في فيلم "ناصر 56"، وحصل على جائزة أحسن ممثل عن هذا الدور.

قلب من ذهب


وراء موهبة العلايلي الفنية اللامعة، كان هناك قلب من ذهب. كان معروفًا بتواضعه وكرمه الشديد. كان دائمًا يمد يد العون للمحتاجين، سواء من زملائه في الوسط الفني أو من عامة الناس.

  • يُروى أن العلايلي كان يزور إحدى المستشفيات، وصادف شابًا مريضًا لا يستطيع تحمل تكاليف علاجه. لم يتردد العلايلي في أن يدفع عن هذا الشاب جميع تكاليف علاجه.
  • كما يُحكى أن العلايلي كان يوزع الملابس والأموال على الفقراء والمحتاجين في قريته بشكل منتظم.

رحيل النجم


في 11 مارس 2023، ودعت السينما العربية محمود عزت العلايلي بعد صراع قصير مع المرض. رحل العلايلي عن عمر يناهز 89 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا وإنسانيًا لا يزال يتذكره ويقدره الكثيرون.

لم يكن محمود عزت العلايلي مجرد فنان موهوب، بل كان إنسانًا استثنائيًا بقلبه الكبير وروحه النبيلة. ستبقى شخصياته الخالدة ومبادئه السامية شاهدة على مسيرة حافلة بالفن والسخاء، ستستمر في إثراء حياة الأجيال الحالية والمقبلة.