محمود عزت العلايلي.. فنان الشعب الذي أبدع على خشبة المسرح وشاشة السينما




كان محمود عزت العلايلي واحداً من عمالقة الفن المصري والعربي الذين أبدعوا على خشبة المسرح وشاشة السينما، وأسروا قلوب الجماهير في الوطن العربي بأدواره المميزة التي لا تنسى.
وُلد العلايلي في حي الدرب الأحمر بالقاهرة عام 1934، ونشأ في بيئة فنية حيث كان والده المطرب والممثل عزت العلايلي. ورث ابن النيل منه موهبة التمثيل، وشارك في العديد من المسرحيات المدرسية في سن مبكرة، مما أثار إعجاب معلميه وزملائه على حد سواء.
لتنطلق رحلته الفنية بعد ذلك، حيث التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج منه عام 1956. حظي العلايلي بفرصة ذهبية للعمل مع عمالقة المسرح المصري مثل يوسف وهبي وفاتن حمامة، مما مكنه من صقل موهبته وتطويرها.
لم يكتف العلايلي بالمسرح، بل اتجه إلى السينما، حيث شارك في أكثر من 150 فيلماً. تميزت أدواره بالتنوع الشديد، من الأدوار الكوميدية الرومانسية إلى الأدوار التاريخية والدرامية.
كان أحد أبرز أدواره على الشاشة الكبيرة هو شخصية "حسن" في فيلم "الإنس والجن" للمخرج يوسف شاهين. أبدع العلايلي في تجسيد دور الرجل الفقير الذي يعاني من ظلم المجتمع، واستطاع أن ينقل بإحساس عميق معاناة وأحلام المهمشين.
كان العلايلي أيضاً ناشطاً اجتماعياً، حيث كان يحرص على المشاركة في مختلف الفعاليات الخيرية ودعم القضايا الإنسانية. أسس صندوقاً لمساعدة الممثلين المحتاجين، وكان من أوائل الفنانين الذين طالبوا بإنشاء نقابة للممثلين لحماية حقوقهم.
كان محمود عزت العلايلي فناناً متعدد المواهب، فقد أبدع في المسرح والسينما والتلفزيون. وكانت حياته مليئة بالتحديات والنجاحات، واستطاع أن يترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن المصري والعربي.
رحل عن عالمنا في عام 2003، لكن أعماله الفنية الخالدة ستبقى شاهدة على موهبته الفذة وإنسانيته النبيلة.
ظل العلايلي اسم لامع في سماء الفن العربي، ودفعت موهبته الاستثنائية الجماهير إلى تسميته بـ "فنان الشعب". كانت أعماله بمثابة مرآة عكست الواقع الاجتماعي والسياسي لمصر والعالم العربي، وهي أعمال ستظل تحظى بالحب والتقدير من الأجيال القادمة.