محمود عصمت.. دبلوماسي مصري سفير العرب في الأمم المتحدة




السطور الآتية سأحكي لكم فيها عن محمود عصمت، أحد الرجال المصريين الذين تميزوا في ميدان السياسة والدبلوماسية، وعُرف بقوة مواقفه، حتى أطلق عليه لقب «سفير العرب في الأمم المتحدة»، كما وصفه هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق بأنه «صاحب أقوى صوت في مجموعة الـ 77»، والتي كانت تضم حينها 120 دولة نامية.

نشأة محمود عصمت


ولد محمود عصمت في 10 يوليو 1972، والتحق بكلية الحقوق، وتخرج فيها عام 1929، ثم عمل بعد تخرجه بوزارة الخارجية، وبدأ حياته الدبلوماسية عام 1931، حيث ظل يعمل في الوزارة لمدة 27 عامًا.
تدرج عصمت في المناصب الدبلوماسية، فعمل سكرتيرًا ثانيًا في مفوضية مصر بإنجلترا، ثم سكرتيرًا أول في مفوضية مصر بفرنسا، ثم عمل رئيسًا لشعبة التحرير والمراسم بوزارة الخارجية المصرية، ثم مديرًا لمكتب وزير الخارجية، ثم مستشارًا للوزير.

محمود عصمت في الأمم المتحدة


عين عصمت مندوبًا لمصر لدى الأمم المتحدة عام 1954، وكان يبلغ من العمر حينها 32 عامًا فقط، وظل في هذا المنصب حتى عام 1972، أي ما يقرب من 20 عامًا، مما جعله أقدم سفير في الأمم المتحدة حينها.
خلال عمله في الأمم المتحدة، لعب عصمت دورًا بارزًا في العديد من القضايا الدولية، فهو الذي قاد المعارضة العربية للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وهو الذي ألقى خطابًا في مجلس الأمن الدولي يتهم فيه إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة حينها، كما لعب دورًا مهمًا في إصدار قرار مجلس الأمن رقم 242 عام 1967، والذي دعا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة.

محمود عصمت رئيسًا للجنة الـ 77


في عام 1964، انتُخب محمود عصمت رئيسًا للجنة الـ 77، والتي كانت تضم حينها 120 دولة نامية، وكان أول عربي يتولى هذا المنصب، وظل رئيسًا لها حتى عام 1972.
خلال فترة رئاسته للجنة الـ 77، قاد عصمت مجموعة الدول النامية في مفاوضاتها مع الدول المتقدمة، وكان له دور بارز في إصدار إعلان مبادئ القانون الدولي المتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين الدول، والذي عرف باسم «إعلان نيروبي»، كما كان أحد مهندسي اتفاقية نظام الأفضليات المعمم.

محمود عصمت وزيرًا للخارجية


في عام 1972، عُين محمود عصمت وزيرًا للخارجية المصرية، وظل في هذا المنصب حتى عام 1974، وخلال فترة توليه الوزارة، لعب دورًا بارزًا في المفاوضات التي أدت إلى حرب أكتوبر عام 1973.
وبعد الحرب، قاد عصمت وفد مصر في مفاوضات فك الارتباط مع إسرائيل، والتي أدت إلى عودة سيناء إلى مصر عام 1982.

تقاعد محمود عصمت


تقاعد محمود عصمت من العمل السياسي والدبلوماسي عام 1984، وعمل بعد ذلك أستاذًا زائرًا في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، كما عمل مستشارًا لدى العديد من المنظمات الدولية، وكان رئيسًا للجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة.

وفاة محمود عصمت


توفي محمود عصمت في 16 مايو 2004، عن عمر يناهز 92 عامًا، وترك خلفه إرثًا من العمل الدبلوماسي والسياسي المتميز.
وفي النهاية، كان محمود عصمت أحد أهم الشخصيات المصرية التي ظهرت في القرن العشرين، وكان له دور بارز في الدفاع عن حقوق العرب والقضايا النامية في العالم، وكان نموذجًا للدبلوماسي المصري المحنك، الذي كان له تأثير كبير على الساحة الدولية.