محمود عصمت.. فنان صور بأعماله كفاح وتضحيات المرأة الريفية




في قلب الريف المصري، حيث الطبيعة الخلابة والحياة البسيطة، عاش الفنان الراحل محمود عصمت، الذي أبدع لوحات فنية وثقت معاناة وكفاح المرأة الريفية، ليخلد بأعماله رسالة اجتماعية هامة.

ولد محمود عصمت في قرية صغيرة بمحافظة الغربية عام 1923، ونشأ بين النساء الريفيات، اللاتي أثّرن فيه بشكل كبير. فمنذ صغره، كان يراقب عن كثب حياة هؤلاء النساء الشاقّة، وعملن بجد واجتهاد لإعالة أسرهن.

انعكس هذا التأثير العميق في أعمال عصمت الفنية، التي تخصصت في تصوير المرأة الريفية. رسمهنّ أثناء عملهنّ في الحقول، يحملنّ الحزم الثقيلة على ظهورهنّ، أو وهنّ يعتنين بأطفالهنّ في منازلهن البسيطة. كما صور أيضًا لحظاتهنَّ الخاصة من الراحة والفرح، مثل غنائهنّ أو عزفهن على آلات موسيقية.

  • قوة المرأة الريفية:

من خلال لوحاته، أراد عصمت إظهار القوة والمرونة التي تتمتع بها المرأة الريفية. فبينما كانت هذه النساء تواجهن صعوبات وتحديات كبيرة، إلا أنهنّ لم يستسلمن أبدًا. بل حافظن على عزيمتهنّ وإصرارهنّ، وواصلن العمل بجد لإعالة أسرهنّ.

وسلّط عصمت الضوء أيضًا على دور المرأة الريفية في المجتمع، مشيرًا إلى أنها كانت العمود الفقري للقرية. كانت النساء هنّ من يعتنين بالأراضي ويلدن الأطفال ويحافظن على تقاليد الريف.

  • جمال الريف:

إلى جانب تصويره للمرأة الريفية، اشتهر عصمت أيضًا بلوحاته للمناظر الطبيعية الخلابة للريف المصري. رسم حقول القمح الذهبية، والأشجار المورقة، والسماء الزرقاء الشاسعة. كما رسم المنازل الريفية البسيطة والأنهار المتعرجة والجبال الشامخة.

من خلال هذه اللوحات، أراد عصمت نقل جمال الريف إلى العالم. لقد أراد أن يظهر أن الريف ليس مجرد مكان للفقر والحرمان، بل هو أيضًا مكان للجمال والسكون.

  • إرث خالٍ:

توفي محمود عصمت عام 2010، لكن إرثه لا يزال حيًا من خلال أعماله الفنية. وتوجد لوحاته اليوم في متاحف ومجموعات خاصة حول العالم. وتستمر في إلهام الفنانين والمؤرخين والجمهور على حد سواء.

أعمال عصمت هي أكثر من مجرد لوحات جميلة. إنها رسالة اجتماعية هامة، وتكريم لروح النساء الريفيات العاملات.


- دعوة للتفكير:

هل تعتقد أن أعمال محمود عصمت لا تزال ذات صلة اليوم؟ وما الرسالة التي تود أن تنقلها من خلال لوحاته؟