مدرب الجندل: معلم لغة العربية يكتب التاريخ في كأس الملك
عامر فائز
في مشهد كروي مفاجئ، استطاع فريق الجندل بقيادة مدربه "زياد العفر"، وهو معلم لغة عربية في الأساس، إقصاء فريق الأهلي من دور الـ 32 من كأس خادم الحرمين الشريفين، محققًا إنجازًا تاريخيًا لم يكن أحد يتوقعه.
رحلته مع التدريب
لم يكن الطريق الذي سلكه "العفر" إلى عالم التدريب مفروشًا بالورود، بل مر بالعديد من التحديات والصعوبات.
"بدأت مسيرتي التدريبية عندما كنت طالبًا في جامعة الجوف، حيث كنت أمارس كرة القدم كلاعب. وبعد تخرجي، قررت أن أكون مدربًا، لكنني لم أجد الفرصة المناسبة"، حسب تصريحات "العفر".
ولكن شغفه وحبه لكرة القدم جعلاه يتمسك بحلمه، وفي عام 2015، حصل على فرصة لتدريب فريق مدرسته، ثم انتقل بعد ذلك إلى تدريب نادي الجندل، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى السعودي.
خلال مسيرته التدريبية، واجه "العفر" العديد من الصعوبات، مثل نقص الموارد والمرافق، لكنه استطاع التغلب عليها بتصميمه وإصراره.
الإنجاز التاريخي
وفي يوم الاثنين الماضي، صنع "العفر" التاريخ عندما قاد فريق الجندل للفوز على الأهلي، أحد أكبر وأعرق أندية السعودية، في دور الـ 32 من كأس الملك.
كان الفوز بمثابة صدمة لجميع المتابعين، خاصة وأن الجندل لم يكن مرشحًا للفوز. لكن "العفر" نجح في تحفيز لاعبيه وإعدادهم بشكل جيد للمباراة، واستطاعوا تحقيق الإنجاز.
التواضع والإصرار
رغم تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، إلا أن "العفر" لا يزال يتمتع بالتواضع والإصرار، ويرى أن العمل الجاد هو السبيل الوحيد للنجاح.
"أنا سعيد وفخور بهذا الإنجاز، لكنني لا أريد أن نكتفي بذلك. سنتطلع إلى تحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل"، قال "العفر".
وتابع: "أنا دائمًا أقول للاعبين أن أهم شيء هو العمل الجاد. إذا عملت بجد، فإنك ستحقق النجاح في نهاية المطاف."
رسالة إلى الشباب
ويرى "العفر" أن قصته يجب أن تكون مصدر إلهام للشباب الذين يحلمون بتحقيق أهدافهم بغض النظر عن الصعوبات التي يواجهونها.
"رسالتي إلى الشباب هي أن يؤمنوا بأنفسهم وبقدراتهم. لا تدع أي شخص يخبرك أنك لا تستطيع تحقيق حلمك. إذا عملت بجد وثابرت، فإنك ستحققه في نهاية المطاف"، ختم "العفر".