مدرستي...أيام لا تنسى




يا إلهي، كم اشتقت لتلك الأيام التي قضيتها في مدرستي، يطاردني الحنين إليها في كل وقت، ويوقظ فيّ ذكريات لا يمكن نسيانها. كانت تلك الحقبة من حياتي بمثابة لوحة فنية حية، مليئة بالألوان والمشاعر التي لا تزال تعيش فيّ حتى اليوم.
كان الجرس ينطلق إيذانًا ببدء يوم جديد، وأنا أركض في أروقة مدرستي، قلبي ينبض بالحماس والترقب. كانت المدرسة بالنسبة لي هي عالمي الثاني، حيث كل شيء ممكن. كان لدينا فصول دراسية حيث اكتسبنا المعرفة، وملاعب حيث أطلقنا العنان لأحلامنا، ومكتبة حيث فقدنا أنفسنا في عالم من المغامرات الأدبية.
ويا له من عالم رائع كان! لا يمكنني أن أنسى يوم جلست فيه مع زملائي في الفصل، نقوم بتوزيع الأدوار في مسرحية صغيرة كنا نعدّها. لقد لعبت دور الملك، وكنت جيدًا جدًا في ذلك. كانت تلك اللحظات هي التي شكلتني وأعطتني الثقة بالنفس التي أتمتع بها اليوم.
وكانت هناك أيضًا رحلاتنا المدرسية، وهي لحظات من الحرية والمرح الخالصين. أتذكر مرة عندما ذهبنا إلى المتحف الوطني، ورأينا لوحة الموناليزا الشهيرة. لم أستطع أن أصدق أن هذه اللوحة التي رأيتها في الكتب كانت أمام عيني الآن. كانت لحظة سحرية.
ومع مرور الوقت، بدأنا نتغير. لم نعد طلابًا صغارًا يركضون في الأروقة. لقد أصبحنا أكثر نضجًا ومسؤولية. بدأنا نفكر في مستقبلنا وما نريد أن نكون عليه. كانت تلك الأيام هي التي مهدت الطريق لحياتنا اللاحقة.
الآن، بعد سنوات عديدة، ما زالت مدرستي تحتل مكانة خاصة في قلبي. فهي المكان الذي قضيت فيه بعضًا من أفضل أيام حياتي، وحيث نمت وتعلمت وكونت ذكريات ستبقى معي إلى الأبد.
أود أن أقدم شكري الخاص لجميع معلميّ الأعزاء الذين بذلوا الكثير من الجهد لتعليمنا وتوجيهنا. لقد كنتم أكثر من مجرد مدرسين، كنتم مرشدين لنا في طريق النجاح.
إلى مدرستي الحبيبة، أريد أن أقول إن ذكراك ستبقى محفورة في قلبي إلى الأبد. لقد كنت أكثر من مجرد مبنى، لقد كنت موطنًا لي. لقد كنت المكان الذي نشأت فيه وتعلمت فيه وحلمت فيه.
وأخيرًا، إلى جميع الطلاب الذين يقرؤون هذا، أقول لكم اعتزوا بوقتكم في المدرسة. فهي أيام لن تعود مرة أخرى. استفيدوا من كل لحظة، واستمتعوا بكل ذكرياتها. فمدرستك هي المكان الذي ستصنع فيه ذكريات ستبقى معك مدى الحياة.