مدرستي، بيتي الثاني




أيتها المدرسة، كم أعتز بوجودك في حياتي، كم تحتويني جدرانك، وتساندني كتبك، وكأنك بيتي الثاني الذي أتنفس بين جنباته، وأكبر في ربوعه.

أتذكر يوم دخلتك أول مرة، كنت طفلاً خائفاً، تتملكني الحيرة بشأن ما يخبئه هذا العالم الجديد بالنسبة لي. لكن سرعان ما تبددت مخاوفي، عندما استقبلتني ابتسامة حانية من معلمة صفنا الأول. في تلك اللحظة، شعرت وكأنني وجدت عائلتي الثانية.

في مدرستي، تعلمت أكثر من مجرد مواد دراسية. لقد تعلمت الصداقة، والعمل الجماعي، واحترام الآخرين. لقد كانت مدرستي هي المكان الذي اكتشفت فيه شغفي وتطلعاتي. هنا، وجدت معلمين متفانين، يؤمنون بموهبتي ويشجعونني على تحقيق أحلامي.

أتذكر معلمة اللغة العربية، التي كانت تلهب خيالي بحكاياتها الشيقة، وتحفزني على الكتابة الإبداعية. ومعلم الرياضيات، الذي جعل الأرقام تبدو وكأنها لغز ممتع، يمتلئ بالإثارة والتحدي. أما معلمة العلوم، فقد فتحت لي أبواب العالم الطبيعي، وألهمتني بفضوله وأسراره.

إلى جانب المواد الأكاديمية، كانت مدرستي أيضاً مكاناً للأنشطة اللاصفية. لقد انضممت إلى فريق كرة القدم، حيث تعلمت أهمية التعاون والروح الرياضية. كما شاركت في المسرحيات المدرسية، التي ساعدتني على التغلب على خوفي من التحدث أمام الجمهور ونمى ثقتي بنفسي.

"مدرستي، مدرستي، يا واحة العلم والصفا

يا روضة الفكر وشذا

في ظل جدرانك نشأت

وعلى ترابك تعثرت

وفي ساحاتك لعبت"

لقد تركت مدرستي بصمة دائمة في مسيرتي. إنها المكان الذي شكل شخصيتي، وأرشدني إلى طريقي في الحياة. وأنا ممتنٌ إلى الأبد للأساتذة الرائعين الذين وقفوا إلى جانبي، وللزملاء الذين شاركوني هذه الرحلة الرائعة.

إلى مدرستي، بيتي الثاني، أشكرك على كل شيء. ستظلين دائماً مكاناً مميزاً في قلبي.