مروة عيد: رحلة مصرية إلى العالمية




الصعود إلى القمة
في عالم الرياضة، تتشابك الحكايات الشخصية مع الإنجازات المذهلة لتنسج قصصًا ملهمة. واحدة من هذه القصص هي قصة مروة عيد، لاعبة كرة اليد المصرية التي شقت طريقها إلى العالمية وأصبحت نموذجًا يُحتذى به للرياضيات الطموحات.
ولدت مروة في القاهرة عام 1986، ونشأت في حي السيدة زينب الشعبي. كان شغفها بكرة اليد جليًا منذ صغرها، فكانت تلعب في شوارع الحي مع أصدقائها. وفي عام 2000، انضمت إلى قطاع الناشئات بالنادي الأهلي، حيث بدأت مسيرتها الاحترافية.
تقدمت مروة بسرعة في صفوف الأهلي، وأصبحت لاعبة أساسية في الفريق الأول. ساهمت مهاراتها الاستثنائية وروحها الرياضية العالية في فوز الأهلي بالعديد من البطولات المحلية والإفريقية.
الانتقال إلى أوروبا
في عام 2012، اتخذت مروة قرارًا كبيرًا بالانتقال إلى أوروبا لمتابعة حلمها الاحترافي. كانت ألمانيا هي وجهتها الأولى، حيث انضمت إلى نادي فرانكفورت هاندبول. كانت تلك خطوة محورية في مسيرتها، حيث واجهت تحديات لغوية وثقافية جديدة، لكنها تغلبت عليها بعزيمة لا تُلين.
وفي ألمانيا، واصلت مروة تألقها، وفازت بالدوري الألماني وكأس ألمانيا عدة مرات. كما تم اختيارها ضمن أفضل لاعبات في الدوري الألماني، ما أكسبها شهرة عالمية.
في عام 2019، انتقلت مروة إلى نادي نيس الفرنسي، حيث واصلت تحقيق الإنجازات. ففي أول موسم لها مع النادي، فازت بالدوري الفرنسي وكأس فرنسا. كما ساهمت بجهودها في وصول نيس إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة اليد للسيدات.
المنتخب المصري
إلى جانب مسيرتها الاحترافية، كانت مروة لاعبة أساسية في المنتخب المصري لكرة اليد. وقد مثلت بلدها في العديد من البطولات الدولية، منها بطولة العالم وكأس الأمم الإفريقية.
وفي عام 2016، حققت مروة إنجازًا تاريخيًا للرياضة المصرية، عندما أصبحت أول لاعبة مصرية تحصل على جائزة أفضل لاعبة في كأس أمم إفريقيا لكرة اليد للسيدات. كما ساهمت في حصول مصر على الميدالية البرونزية في تلك البطولة.
القدوة
أصبحت مروة عيد قدوة للرياضيات الصاعدات في مصر والشرق الأوسط. فهي تُحاضر في المؤتمرات ونوادي الشباب، وتشجع فتيات صغيرات على متابعة أحلامهن في المجال الرياضي.
تتميز مروة بحضورها الساحر وكاريزمتها، ما يجعلها سفيرة رائعة لرياضة كرة اليد. فهي تتمتع بشخصية متواضعة ومتفانية، وتحرص على دعم أخواتها الرياضيات.
ال
مروة عيد هي أكثر من مجرد لاعبة كرة يد موهوبة. إنها قصة نجاح مصرية كتبت مسيرتها بأحرف من ذهب في عالم الرياضة. فهي تمثل نموذجًا يحتذى به للفتيات والشباب في جميع أنحاء المنطقة، وتُلهمهم بالإيمان بأنفسهم والسعي وراء أحلامهم مهما كانت التحديات.