مزدلفة.. أرض النسك وشهود الرب




مزدلفة، ذلك المكان العظيم، حيث وقفة الحج الكبرى، وأحد مشاعر الحج الخمسة، لها مكانة عظيمة في نفوس الحجاج، وفي تاريخ الإسلام.

مزدلفة.. أرض النسك

تقع مزدلفة في منتصف الطريق بين مشعري منى وعرفة، وتُسمى أيضًا "المشعر الحرام"، وهي مكان وقفة الحجاج ليلة عيد الأضحى، وقوفًا عظيمًا، يرفعون فيه أيديهم بالدعاء والتضرع، ويتلون كتاب الله.

ويقام في مزدلفة شعائر مهمة أخرى، منها رمي الجمرات بعد الفجر، وجمع الحصى لرميها في منى، والمبيت فيها حتى مطلع فجر يوم العيد.
وفي مزدلفة، يتزود الحجاج بجزء من فيض رحمة الله الواسعة، حيث يتلاقى الحجاج من جميع أنحاء العالم، يجتمعون على قلب واحد، ووجهة واحدة، في مشهد إيماني عظيم، فيه من الخشوع والإيمان ما يُسكّن النفوس، ويزيد من صفاء القلوب.

مزدلفة.. أرض النسك وشهود الرب

وليس بعيدًا عن مزدلفة، يقع "جبل القُزح"، حيث وقف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مستقبلين القبلة، ودعوا الله تعالى، فاستجاب لهم ربهم، وشهدوا عظمة الله وجلاله.

وفي مزدلفة، تقام صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، في وقت واحد، وذلك تخفيفًا على الحجاج، ولتوفير الوقت لأداء باقي مناسك الحج.
فمزدلفة ليست مجرد مكان للوقوف والعبادة، بل هي أرض مقدسة طاهرة، شهدت أحداثًا عظيمة، ولهذا المكانة الكبيرة في قلوب المسلمين.

مزدلفة.. أمنية كل مسلم

مزدلفة، أمنية كل مسلم، حيث ينشد كل حاج أن تطأ قدماه أرضها المباركة، وأن يشهد الوقوف على جبلها الشامخ، ويُلبي الله له دعاءه، فيرى نفسه بين جبالها المهيبة، يشعر بالسكينة والطمأنينة، ويستشعر عظمة الخالق سبحانه وتعالى.

فيا من حج بيت الله الحرام، أو ينوي الحج، أدعُ الله أن يبلغك مزدلفة، وأن يرزقك الوقوف فيها، ويكتب لك فيها المغفرة والعتق من النار.

المصدر

  • كتاب "الحج والعمرة" للدكتور محمد عبد الملك السعدي
  • موقع "إسلام ويب"
  • موقع "المكتبة الشاملة"