مسلسلات حق العرب.. الإبداع العربي في تزييف التاريخ
منذ بداية الإنتاج الدرامي التلفزيوني والسينمائي في العالم العربي، وُجدت مسلسلات وأفلام تاريخية، بعضها بالفعل كان محترمًا ومحليًا يبحث في أحداث تاريخية مهمة وأخرى مهمة. تأثير كبير على الشعوب العربية.
ومع تطور التقنيات وظهور القنوات الفضائية، ظهرت مسلسلات تلفزيونية عربية جديدة يُطلق عليها اسم "المسلسلات التاريخية" والتي لم تعد تهتم كثيرًا بالأحداث التاريخية الحقيقية، بل أصبحت تهدف فقط إلى صنع ملحمة.
ما هو أبرز وأشهر الأمثلة على هذه المسلسلات؟
"حق العرب"، وهو مسلسل تاريخي عُرض عام 2009، ويتناول أحداث الفتوحات الإسلامية في الأندلس. المسلسل من بطولة نخبة من نجوم الدراما العربية مثل خالد النبوي وعباس النوري وجمال سليمان وتيم الحسن، وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا في الوطن العربي.
ومع ذلك، انتقد الكثيرون المسلسل بسبب عدم دقته التاريخية ومبالغته في تصوير أحداث الفتوحات الإسلامية، وأنه لا يمثل تاريخ العرب والمسلمين.
على سبيل المثال، يُصور المسلسل خالد بن الوليد على أنه بطل أسطوري لا يقهر، ويظهر أن المسلمين انتصروا بسهولة على القوط الغربيين الذين كانوا يحكمون الأندلس، في حين أن الواقع كان مختلفًا تمامًا.
ولم يقتصر الأمر على أحداث الفتوحات الإسلامية، بل شمل أيضًا الأحداث التاريخية الأخرى التي تم تصويرها في المسلسل، مثل سقوط الدولة الأموية في الأندلس، وصعود الممالك الإسلامية الأخرى، كل هذه الأحداث كانت بها أخطاء تاريخية فادحة.
ومع ذلك، فقد نجح المسلسل في خلق حماس وطني لدى بعض المشاهدين، الذين اعتبروا أنه يمثل نصرًا تاريخيًا وإنجازًا كبيرًا للعرب والمسلمين، على الرغم من عدم دقته التاريخية.
ولكن لم ينجح المسلسل في جذب جميع المشاهدين، إذ وجده البعض مبالغًا فيه وغير واقعي، وتساءل آخرون عن سبب الإصرار على تزييف التاريخ في الدراما العربية، خاصة في الأحداث التاريخية المهمة مثل الفتوحات الإسلامية في الأندلس.
ولم يكن مسلسل
> هو المسلسل الوحيد الذي تعرض لانتقادات بسبب عدم دقته التاريخية، فلقد سبقه وسُبقته مسلسلات وأفلام كثيرة اتهمت بتزييف التاريخ خدمة للأيدولوجيات السياسية أو لتحقيق أغراض تجارية.
- فمسلسل > الذي عُرض عام 2012، وتناول حياة الخليفة عمر بن الخطاب، اتهم أيضًا بالبعد عن الحقيقة التاريخية، وتصوير الخليفة عمر بطريقة تمجيدية.
- أما مسلسل > الذي عُرض عام 2000، وتناول قصة الشاعر العربي الأسطوري الزير سالم، فقد اتهم أيضًا بتحريف أحداث تاريخية وتحويلها إلى أسطورة.
وإلى يومنا هذا، لا يزال الإنتاج الدرامي والتلفزيوني العربي يعاني من مشكلة عدم الدقة التاريخية، وتزييف الأحداث خدمة للأغراض التجارية أو السياسية، وهي مشكلة تحتاج إلى حل من خلال نشر الوعي التاريخي بين المشاهدين.