مسلسل الحشاشين الحلقة 20




سبحان مغير الأحوال، كم من حالٍ رأيت في الدنيا، وكم من تبدل قد غيرني.

فأمس كنتُ كما قال الشاعر:

  • وكنتُ كالغصن في ريح الصبا
  • أتأرجح ثم أستقل وأميل

وكان لي صديق صدوق، يشاركني أفراحي وأحزاني، عنده أفرغُ ما في قلبي، وإليه أشكو همومي، ومنه أرتجي الخلاص، ولكن لكل شيءٍ نهاية، ولكل حالٍ تبدل.

فقد اختلفتُ مع صديقي، وفرقتنا الأيام، وزرعت بيننا وحشةً، وأشعلت في قلوبنا نار العداوة، فكنتُ كما قال الشاعر:

  • فصرت اليوم لا أبكي ولا أضحك إلا قليلا
  • فحالي ممزق مثل حالي

وغدوتُ وحيدًا تائهًا في صحراء الحياة، لا أنيس لي إلا الصمت، ولا صديق لي إلا الوحدة، وأصبحتُ كالطير الجريح، الذي لا يقدر على الطيران، ولا يستطيع الصمود.

وكنتُ كما قال الشاعر:

  • أنا طير في قفص الزمان
  • جناحي قيّد والسماء بعيدة

ولكن الله لم يتركني وحيدًا، بل أرسل إليّ من أنقذني من ظلمات اليأس، وأعاد لي الأمل، ومد لي يد العون، وهو صديق جديد، لقيتُ فيه ما كنت أفقده في صديقي القديم، بل وجدت فيه أكثر مما كنت أتمناه.

فصديقي الجديد، هو بمثابة الظل لي، يرافقني في كل خطوة، وهو كالطبيب لقلبي، يعالج جراحه، وهو كالأب لي، يرشدني إلى طريق الصواب، وهو كالرفيق لي، يخفف عني همومي، وهو كالصديق لي، يشاركني أفراحي وأحزاني.

فالحمد لله على هذه النعمة العظيمة، فقد رزقني بصديق صدوق، وفي، وأمين، ساندني في وقت الشدة، وفرح معي في وقت الفرح، وهو الآن أغلى ما أملك في الدنيا.

فيا أيها الصديق العزيز، أقول لك كما قال الشاعر:

  • أنت لي سكن أنت لي وطن
  • أنت لي نور أنت لي ظلام

وأقول لك أيضًا:

  • لقد وجدت فيك ما افتقدته في غيرك
  • وجدت فيك الصديق الوفي
  • وجدت فيك الأب الحنون
  • وجدت فيك الرفيق الدائم
  • وجدت فيك من عوضني عن كل ما فقدته

فدعنا نبقى معًا، ما دامت الحياة بنا باقية، فإن الحياة بدونك لا معنى لها.

دمت لي صديقي العزيز، وحفظك الله ورعاك.