مسلسل الحشاشين 15.. حلم الانتقام وحقيقة الإرهاب




لا تستطيع وصف المسلسل إلا بعبارة واحدة "ممتاز"، فالحلقة الأولى من مسلسل "الحشاشين 15" استطاعت أن تجذب انتباه المشاهد لأقصى درجة، وأنا لا أقلل من قيمة المسلسلات التي عرضت خلال موسم رمضان، ولكن مسلسل "الحشاشين 15" له ميزة خاصة، لأنه يفضح جماعات التطرف والإرهاب ويوضح لنا أسباب انضمام الشباب إلى هذه الجماعات وكيفية استغلالهم.
المسلسل يدور حول مجموعة من الطلاب في إحدى الجامعات يتواجدون في سوريا في فترة الحرب، ويتعرضون لظروف صعبة تؤثر على مستقبلهم وحياتهم المعتادة، وبسبب عدم استطاعتهم التغلب على هذه الظروف، يلتقون برجل دين ينجح في استقطابهم إلى جماعته.
الصراع بين المخابرات السورية وجماعة "الحشاشين" هو أحد خطوط الصراع الرئيسية في المسلسل، ويظهر لنا الصراع على أنه صراع فكري وعقائدي أكثر من كونه صراع مسلح، فكل من الطرفين لديه أيديولوجية يحاول نشرها وفرضها على الآخرين.
عمليات التعذيب والجرائم التي ترتكبها جماعة "الحشاشين" تظهر بشكل واضح في المسلسل، ولا يخجل المسلسل من إظهار بشاعة الجرائم التي ترتكبها الجماعة، ولا يكتفي المسلسل بذلك، بل يوضح لنا الدوافع النفسية وراء هذه الجرائم وكيف يتم تبريرها دينياً.
أكثر ما يميز المسلسل هو أنه يستعرض لنا الظروف والأسباب التي تؤدي إلى انضمام الشباب إلى جماعات التطرف والإرهاب، وكيف يتم استغلالهم من قبل هذه الجماعات، وهذا ما يجعل المسلسل واقعياً وقريباً من الأحداث التي تحدث في العالم العربي.
المسلسل لا يهدف إلى إثارة الكراهية ضد أحد، ولكنه يحاول أن يحذرنا من مخاطر التطرف والإرهاب، ويحاول أن يوضح لنا كيف يمكن مواجهة هذه المخاطر، وهذا ما يجعل المسلسل عملاً مهماً يجب مشاهدته.