مسلسل برغم القانون الحلقة 20




بينما كانت تجلس في مكتبة عملها، وهي في قمة التركيز بالقضايا التي بين يديها، كانت فجأة ضربة للمشاعر والأفكار. كان فيروز ينبعث من الراديو الصغير على مكتبها، مما أعادها إلى زمن آخر ومكان آخر.

"ستونا وحدة يا بنتي، ودي مش حياة يا حبيبتي"، غنى فيروز بصوته العذب الحزين، وأغرق مكتب المحامية ليلى في موجة من الذكريات.

عادت إلى المساء الذي تركها فيه حبيبها، تاركًا وراءه فقط ذكرى لأيامهم السعيدة. كانت ليلة باردة في باريس، وكانت تمشي بمفردها في شوارع المدينة، وهي تدندن بهذه الأغنية بالضبط. في تلك الليلة، شعرت بالوحدة التي لا يمكن تصورها، كما لو أن جزءًا من روحها قد انفصل عنها.

بمرور الوقت، تعلمت ليلى أن تكبت مشاعرها، وأن تركز بدلاً من ذلك على عملها. لقد حققت نجاحًا كبيرًا في حياتها المهنية، لكنها لم تستطع التخلص من شعور بأن قطعة منها كانت مفقودة.

ومع ذلك، فإن أغنية فيروز، بصوتها العذب وقصتها المأساوية، كانت دائمًا قادرة على إخراج هذه المشاعر إلى السطح. لقد أدركت أن الحياة تدور حول الحب والفقدان، وأن الأمر متروك لنا لاختيار كيفية التعامل معها.

نهضت ليلى من مكتبها وذهبت إلى النافذة. كانت الشمس تغرب، وقد ألقت بوهج ذهبي على مدينة القاهرة. كانت المدينة تعج بالحياة، وسكانها يواصلون حياتهم دون علم بمأساتها الشخصية.

تنهدت ليلى، مدركة أن الحياة تمضي قدمًا، حتى بعد أن تحطمت قلوبنا. كانت تعرف أنه يتعين عليها أن تتصالح مع ماضيها، وأن تمضي قدمًا في حياتها.

عادت إلى مكتبها وجلست على كرسيها. نظرت إلى صورتها على المكتب، ابتسمت لنفسها ابتسامة حزينة.

"أنا لست في الستين من عمري يا فيروز"، قالت لنفسها. "وليس لدي بنت. لكن لدي حياة، ولدي أمل. ولن أضيعهما في الأسى".

أخذت نفسًا عميقًا وعادت إلى عملها. كانت تعرف أن الطريق لن يكون سهلاً، لكنها كانت مصممة على المضي قدمًا بحبها لذاتها ودعم أحبائها.