مشاعل العايد




سبق وأن كتبت في مقال سابق عن موضوع التميز والإبداع وكيفية الوصول إليهما، أحد القراء تواصل معي وطلب كتابة مقال عن شخصية ملهمة يستطيع الاستفادة منها في حياته،
في الحقيقة لم أفكر كثيرًا واقترحت عليه فورًا أن يقرأ ويكتب عن حياة مشاعل العايد.

الشيء الذي يعجبني في حياة مشاعل العايد وأراه ملهمًا بشكل كبير هو تعدد مواهبها.
فهي شاعرة، كاتبة، إعلامية، ومخرجة أفلام وثائقية. أي أنها تمتلك مواهب مختلفة ولا تكتفي بمجال واحد فقط.
وهذا ما يحتاجه العالم اليوم، ففي زمننا الحالي يتوجب على الإنسان ألا يكتفي بنوع واحد من المعرفة.

ولكن هذه ليست فقط ميزة مشاعل العايد، بل أيضًا ما يميزها هو أنها لم تستسلم لأي عائق في حياتها، حيث أصيبت مشاعل بالشلل الدماغي منذ صغرها.
ولكنها لم تستسلم لليأس أو الإحباط، بل على العكس من ذلك، حولت هذا التحدي إلى حافز لها للإبداع والتميز.
وبالفعل استطاعت عبر إبداعها أن تكون متألقة في كل مجال عملت به.

فعلى سبيل المثال، في مجال الإعلام، قدمت مشاعل العديد من البرامج التلفزيونية الناجحة، والتي كان آخرها برنامجها "تحدي العايد" الذي حقق شهرة واسعة.

وفي مجال الإخراج السينمائي، أخرجت مشاعل العديد من الأفلام الوثائقية المهمة، والتي ناقشت من خلالها قضايا اجتماعية وإنسانية هامة.
وحصلت هذه الأفلام على العديد من الجوائز والتكريمات على المستوى المحلي والعالمي.

أما في مجال الشعر والكتابة، فلها العديد من المؤلفات الشعرية والدواوين والروايات التي تتميز بمستوى رفيع من الإبداع.
كما أنها أسست ناديًا أدبيًا لتشجيع الشباب الأدباء على الكتابة والتعبير عن مواهبهم.

ومن أهم الجوائز التي حصلت عليها مشاعل العايد جائزة "أفضل شخصية في العالم العربي" في عام 2013.
كما حصلت على جائزة "المرأة العربية"، وجائزة "داعية السلام".

مما سبق نرى أن مشاعل العايد نموذج ملهم لنا جميعًا.
فهي لم تستسلم لأي عوائق في حياتها، واستطاعت من خلال مواهبها وإبداعها أن تحقق النجاح والتميز في مختلف المجالات.
لذلك فإننا بحاجة إلى أن نستلهم من تجربتها وأن نتعلم منها أننا نستطيع جميعًا أن نصل إلى أهدافنا إذا لم نستسلم لمصاعب الحياة.