مشيرة إسماعيل: صانعة البهجة وأيقونة الكوميديا في مصر

تخيل معي عزيزي القارئ أنك في مقهى، وفجأة يأتي رجل ضخم القامة عريض المنكبين يتمايل في مشيته ويطلب "فنجان قهوة لا غير"، فهنا ستبدأ معالم الإبتسامة في الظهور على وجهك، وإذا أجلس بجانبك وطلب منك اسم سيجارة، فتأكد عزيزي أنك أمام واحد من أعظم ممثلي الكوميديا في مصر، إنها النجمة مشيرة إسماعيل.
مشوار حافل بـ "الضحك والدموع"
ولدت مشيرة إسماعيل في مدينة المنصورة عام 1945، وبدأت مسيرتها الفنية في أواخر الستينات، حيث شاركت في العديد من الأعمال المسرحية والتليفزيونية، ومن أبرز مسرحياتها: "المتزوجون" و"سك على بناتك"، ومن أشهر أعمالها التليفزيونية: "أبنائي الأعزاء.. شكراً" و"يوميات ونيس".
تمتعت مشيرة إسماعيل بموهبة نادرة في تجسيد الشخصيات الكوميدية، حيث اشتهرت بأدوارها الجريئة والقوية، كما امتلكت قدرة فائقة على استغلال ملامح وجهها وأعضائها في إضحاك الجماهير.
صانعة "الكوميديا النسائية"
لعبت مشيرة إسماعيل دورًا بارزًا في تأسيس "الكوميديا النسائية" في مصر، حيث كانت أول فنانة تقدم عروض كوميدية بشكل احترافي، وكان لها الفضل في تمهيد الطريق للعديد من الممثلات الكوميديات فيما بعد.
"ما يُضحك الجمهور هو ما يُضحكني"
اشتهرت مشيرة إسماعيل بحسها الكوميدي الفريد، وعندما سئلت ذات مرة عن سر نجاحها، أجابت بكل بساطة: "ما يُضحك الجمهور هو ما يُضحكني، فأنا أضحك على ذاتي قبل أن أضحك على الآخرين".
روح العمل الجماعي
على الرغم من نجاحها الكبير، إلا أن مشيرة إسماعيل كانت دائمًا تؤمن بروح العمل الجماعي، وكانت تحرص على مشاركة النجومية مع زملائها، ففي المسلسل الإذاعي الشهير "عائلة ونيس"، وافقت على تقسيم فترة عرض المسلسل مع الفنانة سهير البابلي، حيث قدمت كل منهما مجموعة من الحلقات.
"الكوميديا سلاح ذو حدين"
أدركت مشيرة إسماعيل جيدًا أن "الكوميديا سلاح ذو حدين"، وأنها يمكن أن تكون أداة فعالة في نقد المجتمع، ولكنها أيضًا يمكن أن تكون سلاحًا للتهكم والإهانة، لذا كانت حريصة دائمًا على استخدام الكوميديا بمسئولية، دون إهانة أحد أو المساس بمشاعره.
الجانبة الإنسانية
رغم ما تتمتع به مشيرة إسماعيل من شهرة واسعة، إلا أنها معروفة بطيبتها وتواضعها وقربها من الناس، فهي دائمًا ما تتفاعل مع معجبيها وتساعد المحتاجين وتدعم الجمعيات الخيرية.
"أحلامي لم تتحقق بعد"
رغم كل ما حققته مشيرة إسماعيل من نجاح، إلا أنها لا تزال تحلم بالمزيد، ففي لقاء تلفزيوني سابق، قالت: "أحلامي لم تتحقق بعد، وأنا مازلت أسعى لتحقيق المزيد".
مصدر الإلهام
تعتبر مشيرة إسماعيل مصدر إلهام للعديد من الفنانين الكوميديين الشباب، حيث يرون فيها نموذجًا يحتذى به في عالم الكوميديا، فهي مثال حي على أن "الضحك" يمكن أن يكون سلاحًا فعالًا في إسعاد الناس ونشر البهجة في قلوبهم.
ختامًا
مشيرة إسماعيل، هي صانعة البهجة وأيقونة الكوميديا في مصر، والتي استطاعت على مدار أكثر من خمسين عامًا أن ترسم البسمة على وجوه الملايين، فهي نموذج للفنان الحقيقي الذي يمتلك موهبة نادرة وروح جميلة، ولا يزال عطاؤها مستمرًا، فهي ستظل دائمًا ملكة الكوميديا في قلوب المصريين والعرب.