"مصر ضد نيوزيلندا".. لم يكن اختيارًا مثاليًا للعنوان الرئيسي لهذه المقالة، ولكن دعونا نجعله شيئًا جدليًا على الأقل. ربما تكون قد توقعت قصةً مثيرةً حول بعض مباريات كرة القدم المكوكية، أليس كذلك؟ حسنًا، هذا ليس ما تدور حوله هذه القصة.
بدلاً من ذلك، نحتفل في 25 يناير بالذكرى السنوية ليوم الشهيد المصري، وهو يوم لتكريم ضحايا حرب 1952 ضد المملكة المتحدة. ومن المفارقات أن مصر خسرت هذه الحرب على الرغم من كونها مدعومة من الولايات المتحدة.
ولكن ما علاقة نيوزيلندا بهذا الأمر؟ حسنًا، هذا الجزء من القصة هو المثال المثالي للصداقة غير المحتملة خلال الأوقات العصيبة. على الرغم من عدم مشاركتها في الصراع من قبل، فقد هرعت نيوزيلندا لتقديم المساعدة عندما كانت مصر في أمس الحاجة إليها.
لقد تبرعت نيوزيلندا بالأدوية والإمدادات الطبية بالطائرة، وقدمت الدعم اللوجستي للقوات المصرية. الأهم من ذلك، قامت حكومة نيوزيلندا بمناشدة المجتمع الدولي للحصول على دعم إضافي لمصر.
وقد أثارت هذه اللفتة الكريمة غضب المسؤولين البريطانيين، ووصفوها بأنها "تدخل في شؤونهم الداخلية". لكن نيوزيلندا لم تتراجع، معلنة أنها لن تدير ظهرها للأصدقاء المحتاجين.
ما الذي يمكن أن نتعلمه من هذه القصة؟ أولا، أن الصداقة الحقيقية تتجاوز الحدود الجغرافية والتحالفات السياسية. ثانيًا، حتى أصغر الأعمال يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في أصعب الأوقات. ثالثًا، يجب علينا دائمًا الوقوف إلى جانب من يحتاجون إلينا، بغض النظر عن الخطر الذي ينطوي عليه ذلك.
على مر السنين، استمرت الصداقة بين مصر ونيوزيلندا. وقد تجلى ذلك مؤخرًا في أعقاب هجمات المسجدين في نيوزيلندا في عام 2019. أدان المصريون بشدة أعمال العنف وقدموا تعازيهم للشعب النيوزيلندي.
وتجدر الإشارة إلى أن قصة الصداقة بين مصر ونيوزيلندا هي قصة أمل وتضامن. إنه تذكير بأن الإنسانية يمكن أن تتغلب على الكراهية والعنف. إنه دليل على أن حتى أصغر الدول يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في العالم.
في هذا يوم الشهيد، دعونا نتذكر تضحيات أولئك الذين حاربوا من أجل حريتنا واستقلالنا. ودعونا نستلهم الأمل من قصة صداقة مصر ونيوزيلندا. فلنقف معًا ضد الظلم، ولندعم دائمًا أولئك المحتاجين.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here