لطالما كانت العلاقة بين مصر والمغرب معقدة وشديدة الجدل، وهي علاقة تتأرجح بين الأخوة والعداء، والتضامن والانقسام. وعلى الرغم من الجهود العديدة لتحسين العلاقات بين البلدين، إلا أنها لا تزال تعاني من التحديات والتوتر.
تاريخيًا، كانت مصر والمغرب مرتبطين ارتباطًا وثيقًا. فكلاهما بلدان عربيان ومسلمان، ويتشاركان تراثًا ثقافيًا ولغويًا غنيًا. وقد كانا لاعبين رئيسيين في المنطقة، ولعبوا دورًا مهمًا في تشكيل تاريخ العالم العربي.
ومع ذلك، فإن العلاقة بين البلدين شهدت أيضًا فترات من التوتر والانقسام. وقد لعبت قضايا مثل قضية الصحراء الغربية والنزاع الإقليمي في الشرق الأوسط دورًا رئيسيًا في إثارة التوترات بين الجانبين.
قضية الصحراء الغربيةتعد قضية الصحراء الغربية إحدى أكبر العقبات أمام تحسين العلاقات بين مصر والمغرب. والصحراء الغربية هي إقليم متنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو، وهي جماعة تدعو إلى استقلال الصحراء الغربية.
وقد أيدت مصر باستمرار حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية ودعمت جبهة البوليساريو. ومن ناحية أخرى، فإن المغرب يعتبر الصحراء الغربية جزءًا لا يتجزأ من أراضيه ويرفض أي محاولات أخرى لفصلها.
النزاع الإقليمي في الشرق الأوسطكان للنزاع الإقليمي في الشرق الأوسط أيضًا تأثير كبير على العلاقات بين مصر والمغرب. وقد اتخذت مصر موقفًا مناهضًا لإسرائيل ودعمت القضية الفلسطينية، في حين أقام المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
أسباب أخرى للتوتراتبالإضافة إلى قضيتي الصحراء الغربية والشرق الأوسط، هناك عدد من الأسباب الأخرى التي ساهمت في التوترات بين مصر والمغرب. وتشمل هذه:
على الرغم من التحديات العديدة التي تواجه العلاقات بين مصر والمغرب، فقد بذلت جهود لتحسين العلاقات بين البلدين.
وفي عام 2019، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالملك المغربي محمد السادس على هامش مؤتمر القمة العربية في تونس. وفي هذا الاجتماع، اتفقا على تعزيز التعاون بين بلديهما في عدد من المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والتجارة.
بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء لجنة ثنائية مشتركة في عام 2019 لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين. وعقدت اللجنة اجتماعات عدة منذ إنشائها.
دعوة للوحدةوعلى الرغم من الجهود المبذولة لتحسين العلاقات بين مصر والمغرب، لا يزال الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. ومن المهم أن يعمل كلا البلدين معًا للتغلب على التحديات التي تواجههما وبناء علاقة أقوى.
وتتمتع مصر والمغرب بتاريخ مشترك طويل وروابط ثقافية راسخة. ويجب أن تُبنى العلاقة بين البلدين على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. من خلال العمل معًا، يمكن لمصر والمغرب أن تبنيا علاقة أقوى وأكثر استقرارًا تعود بالنفع على شعبي البلدين والمنطقة ككل.