مصطفى العش: قطب الشعر المعاصر، أسطورة حية!




في عالم الشعر العربي المعاصر، يبرز اسم مصطفى العش كمنارة مضيئة، أسطورة حية، له مكانة لا تضاهى في قلوب محبي الشعر.

شاعر الحزن والمرارة

ولد مصطفى العش عام 1956 في بغداد، وهو من شعراء جيل الثمانينيات الذين تأثروا بشكل كبير بالحرب العراقية الإيرانية، التي تركت بصماتها العميقة على أشعاره.

يُعرف العش بأسلوبه المميز في التعبير عن الحزن والمرارة، فهو شاعر الجراح الدامية، الذي عبر عن آلام شعبه في ظل حكم صدام حسين.

"أنا طفل بلا دموع، أركض بلا قدمين، أتحدث بلا صوت، أحلم بلا جفون"

الروح الثورية

  • رغم معاناته الشخصية، إلا أن العش كان له روح ثورية لا تنطفئ، فهو شاعر المقاومة والحرية، الذي حارب الظلم والاستبداد بكل ما أوتي من قوة.
  • في قصيدته الشهيرة "عراقي أنا"، يصرخ العش بألم وحنين إلى وطنه الذي مزقته الحرب:

"عراقي أنا، حبة غبار في تاريخ الطوفان، في عتمة الغربة، في زمن الخذلان"

التنوع الشعري

لم يقتصر شعر العش على الحزن والمرارة فحسب، بل برع في مختلف الأغراض الشعرية، من الغزل إلى الهجاء السياسي.

ففي قصيدته "سأظل أحبك"، يعبّر العش عن عاطفته الجياشة تجاه زوجته، التي كانت ملاذه في زمن المحن.

كما برز العش في كتابة الشعر السياسي اللاذع، الذي وجه فيه نقده للسلطة والفاسدين.

"أيها الحاكم، أنت لست سوى لص، سرقت أحلامنا ونهبت قوتنا"

الإرث الخالد

ترك مصطفى العش إرثًا شعريًا خالداً، ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات، وحاز على العديد من الجوائز المحلية والعالمية.

إلا أن أعظم إرث تركه لنا هو صوته المدافع عن المظلومين، والمناضل من أجل الحرية، فهو الشاعر الذي غنى لآلام الشعب العراقي، ورفع صوته في وجه الظلم.

كلمات أخيرة

مصطفى العش شاعر عظيم، وضميره حي، ومثقف مناضل، أثّر في الأجيال العربية على مدى عقود من الزمن.

فليحيا العش، الشاعر الثائر، الذي لا يخاف من كلمة الحق، والذي سيظل اسمه محفوراً في ذاكرة الشعر العربي والإنساني على حد سواء.