في زمن الكلمات الفارغة والكلام المبتذل، لا يزال هناك شعراء يحفرون أسماءهم على جدران التاريخ، مصطفى درويش أحد هؤلاء العظماء الذين أغنوا اللغة العربية وارتقوا بالشعر إلى آفاق لم يبلغها غيرهم.
ولد درويش في قرية البروة عام 1941، وعاش حياة حافلة بالأحداث والتجارب التي تركت أثرها العميق في شعره، فقد عانى النكبة الفلسطينية في طفولته، وشرد مع أسرته إلى لبنان، ثم عاد إلى فلسطين وعمل في الصحافة، وناضل من أجل أرضه وحقوق شعبه.
يقول درويش: "أنا شاعر الأرض، وأنا الأرض في أعمق أعماقي"، فقصائده تعج بالروائح والألوان والحياة التي تزخر بها أرضه المحتلة، وبالحنين إلى قريته المفقودة.
أناديك من خلف أسوار هذا الظلام
أنا الأرض.. يا أيها الظل.. يا شجر الزيتون
وأنت.. الزمان.. وأنت.. المكان
كما كان درويش شاعراً للحرية، ونصيراً لكل المظلومين في العالم، فدافع عن الكلمة الحرة، وانتقد الاستبداد والظلم، وناضل من أجل حقوق الإنسان.
بيروت.. يا وجعي
بيروت.. يا حبي
يا مدينة النار والياسمين
يا مدينة الخوف والحمام
تميز شعر درويش بلغة شعرية رفيعة، وصوره الفريدة، وموسيقاه الساحرة، حتى أصبح أحد أشهر شعراء العالم العربي، وحاز على العديد من الجوائز والتكريمات.
رحل درويش في عام 2008، تاركاً خلفه إرثاً شعرياً ثرياً، سيظل يلهم الأجيال القادمة، ويغني اللغة العربية ويحفر اسمه في تاريخ الأدب العربي.