كان مصطفى كامل رجلاً ملهماً، جمع بين الوطنية الشديدة وحب الوطن. ولد عام 1874م في أسرة ثرية بمدينة القاهرة، وتلقى تعليمه العالي في فرنسا، حيث درس الحقوق وتأثر بالفكر الليبرالي الفرنسي.
عاد كامل إلى مصر عام 1895م، حاملاً معه أفكاراً ثورية وأحلاماً كبيرة. غضب من سوء معاملة البريطانيين للشعب المصري، فأسس جريدة "اللواء" عام 1899م، لتصبح منصة للدعوة إلى التحرير الوطني والتنديد بالاستعمار.
لم يكن كامل مجرد كاتب مقالات، بل كان خطيباً مفوهاً. جال في ربوع مصر، محرضاً الجماهير على مقاومة المحتل البريطاني. وأسس جمعية "رابطة الإصلاحية" عام 1905م، والتي ضمت نخبة من المفكرين والسياسيين.
واجه كامل صعوبات جمة في نضاله. فقد نفته السلطات البريطانية إلى فرنسا بعدما أثار عليهم غضبهم. لكنه عاد إلى مصر بعد أشهر، أكثر عزيمة وإصراراً.
مرض كامل بالسل وتوفي عام 1908م عن عمر يناهز 34 عاماً، لكنه ترك إرثاً عظيماً. فقد كان رمزاً للقومية المصرية وواحداً من أبرز دعاة الحرية والاستقلال.
ورغم مرور أكثر من قرن على رحيله، لا يزال مصطفى كامل يمثل رمزاً للوطنية المصرية وقوة الإرادة والتضحية من أجل الوطن.
إبداع كامل الأدبي:إلى جانب نضاله السياسي، كان كامل كاتباً وأديباً مبدعاً. فقد ألف العديد من الكتب والروايات، مثل "الأغاني الوطنية" و"المسائل الإصلاحية في القطر المصري".
روح الدعابة لدى كامل:رغم جديته في النضال الوطني، كان لدى كامل روح الدعابة. فعندما سأله أحد الصحفيين عن رأيه في تصرفات اللورد كرومر، المندوب البريطاني في مصر، قال: "كرومر رجل محترم، لكنه يعاني من عيب بسيط، فهو لا يعرف الفرق بين الحمار المصري والحمار الإنجليزي".
إرث كامل:لا يزال إرث مصطفى كامل حياً في الوجدان المصري. فقد أطلق اسمه على العديد من الشوارع والمدارس والمؤسسات في مصر. وتعتبر مقولته الشهيرة "الوطن فوق كل اعتبار" شعاراً لكل وطني مصري.
وختاماً، فإن مصطفى كامل كان قائداً وطنياً فذاً، كرس حياته للدفاع عن حربة مصر وتحريرها من الاستعمار البريطاني. وستظل ذكراه خالدة في أذهان المصريين كرمز للكفاح من أجل الاستقلال والسيادة.