في غمرة الأيام الصعبة التي نعيشها، يولد شعور جارف بالحزن أحيانًا، وقد يتحول إلى يأس في أحيان أخرى، ولكن عندما أتذكر الشخصيات الفريدة من نوعها التي مرّت في حياتي، أجد نفسي أبتسم رغمًا عني.
من بين هذه الشخصيات، مطلق الأزيمع، الصديق الطيب الذي ملأ حياتنا بالفرح والابتسامات.
مطلق كما عرفتهمطلق رجل قصير القامة، ممتلئ الجسم، له شارب كثيف وابتسامة لا تفارقه أبدًا. كان لديه دائمًا تعليقات مضحكة وطرق غريبة في النظر إلى الأشياء، والتي كانت تجعلنا نضحك لساعات.
لا أتذكر متى أو كيف التقينا، لكنني أتذكر بوضوح المرة الأولى التي سمعته فيها يضحك. كنا في حفل زفاف وكان يرقص بطريقة مضحكة للغاية، لدرجة أننا لم نستطع تمالك أنفسنا من الضحك. ومنذ تلك اللحظة، أصبحنا أصدقاء.
كان مطلق يعمل سائق سيارة أجرة، وكان لديه قصص لا حصر لها عن الركاب الذين يقابلهم. أحب أن يحكي لنا عن رجل أعمال غريب الأطوار نسي حقيبته في سيارته، أو عن سيدة عجوز مضحكة كانت تغني لنفسها طوال الرحلة.
مواقف لا تُنسىأحد المواقف التي لا تُنسى مع مطلق حدثت عندما كنا نلعب كرة القدم في الشارع. كان مطلق حارس المرمى، ولسوء الحظ، لم يكن جيدًا جدًا في هذه المهمة. في إحدى المرات، سددت عليه كرة قوية، لكنه لم يتمكن من الإمساك بها، وارتطمت الكرة برأسه ثم دخلت المرمى.
بدلاً من أن يغضب، انفجر مطلق في الضحك. قال: "يا إلهي، هذا أفضل هدف في مسيرتي!" ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الموقف نكتة بيننا، وكنا نضحك عليه كلما تذكرناه.
الدروس المستفادةبالإضافة إلى كونه مصدرًا للضحك، كان مطلق أيضًا صديقًا حقيقيًا. كان دائمًا بجانبي عندما كنت بحاجة إليه، وكان يدعمني في جميع مساعيّ.
علمت من مطلق أنه حتى في أحلك الأيام، يمكننا دائمًا العثور على سبب للضحك. علمت أيضًا أنه من المهم أن نقدر الأصدقاء الحقيقيين في حياتنا وأن نستمتع بكل لحظة معهم.
رحل مطلق عن عالمنا منذ فترة، لكن ذكراه لا تزال حيّة في قلبي. عندما أتذكر وجهه الضاحك أو أدائه المضحك، لا يسعني إلا أن أبتسم وأكرم ذكراه.
لذا، في المرة القادمة التي تشعر فيها بالحزن أو اليأس، تذكر مطلق الأزيمع. تذكر أن الحياة مليئة بالفرح والضحك، إذا كنت فقط تعرف أين تبحث.
شكراً لك يا مطلق، لإضفاء السعادة على حياتنا.