معاذ فقيهي




الحمد لله الذي أنعم علي بالستر، وابتلاني بحب هذا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
من أين أبدأ؟ وماذا أقول؟ وأي الكلمات تختار نفسي التي لا تزال تهتز من وقع الصدمة؟ ومن أين لي بتلك الكلمات التي تصف ما رأيت وما سمعت وما عايشت وما جال في صدري؟ هل أقول لكم: إن قلبي لم يعد كما كان؟ هل أقول لكم: إنني الآن أعرف حق المعرفة معنى أن يهتز الجسد كله من شدة البكاء؟ هل أقول لكم: إنني أرى الناس الآن بشكل آخر؟ أم أقول لكم: إنني أكاد أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم يردد معي: "اللهم صل وسلم على محمد"؟
ذهبت إلى المدينة زائرًا كما ذهب غيري، ولم أكن أدري ما تخبئه لي الأيام من مفاجآت. وصلت المدينة صباحًا، وبعد أن صليت في المسجد النبوي وأديت تحية النبي صلى الله عليه وسلم، جلست في الروضة أتأمل ما حولي. وأنا جالس في الروضة، مر علي رجل بزي أبيض، فظننته مديرًا للمسجد، فقلت له: "هل أستطيع أن أصلي تحية مسجد عند المنبر؟" فقال لي: "ما اسمك؟". فقلت له: "معاذ". فقال: "تعال معي".
فذهبت معه، وإذا به يأخذني إلى مصلى فاطمة رضي الله عنها، فصليت تحية المسجد، ثم قال لي: "ارجع بعد المغرب". فرجعت بعد المغرب، وإذا به ينتظرني، فأخذني إلى حجرة من حجر النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الحجر التي يسمونها حجر عائشة رضي الله عنها، فدخلت، وإذا بداخله مخطط يبين موضع سرير النبي صلى الله عليه وسلم وموضع فراش أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فسبحان الله الذي قدّر لي أن أصلي في هذه المواضع. ثم قال لي: "ارجع غدًا بعد العصر". فرجعت بعد العصر، وأعطاني مصحفًا وقال لي: "اقرأ سورة البقرة". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة آل عمران". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة النساء". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة المائدة". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة الأنعام". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة الأعراف". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة الأنفال". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة التوبة". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة يونس". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة هود". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة يوسف". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة الرعد". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة إبراهيم". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة الحجر". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة النحل". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة الإسراء". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة الكهف". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة مريم". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة طه". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة، قال لي: "اقرأ سورة الأنبياء". فشرعت في القراءة، وهو جالس يستمع إلي. وحين انتهيت من القراءة،