معسكر بيت ليد.. من سجن للإسرائيليين إلى مكان اختفاء للألمان النازيين




في قلب منطقة بيت ليد الصاخبة، يقف معسكر بيت ليد الصامت يحكي قصة مظلمة ومأساوية عن الحرب العالمية الثانية وزمن الاحتلال البريطاني لفلسطين.
نزوره اليوم لنكتشف معاً تاريخه الأسود الذي احتضن سجناء يهود وطاردين نازيين.

البداية: سجن للإسرائيليين

بُني معسكر بيت ليد عام 1942 كمعسكر اعتقال للإسرائيليين الذين فروا من الهولوكوستを求ًا للجوء في أرض الميعاد.

عانى السجناء من ظروف مأساوية داخل جدران المعسكر القاتمة، حيث تعرضوا للإذلال والمعاملة القاسية على يد السلطات البريطانية التي كانت تسيطر على فلسطين في ذلك الوقت.

ووفقًا لروايات الناجين، فإن السجناء كانوا يعانون من الجوع والبرد والمرض، فضلاً عن الظروف الصحية المتردية.

تحول المعسكر إلى ملاذ للنازيين

بعد حرب عام 1948، ومع انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، تحول معسكر بيت ليد إلى مكان اختفاء للنازيين الفارين الذين كانوا يسعون إلى ملاذ آمن من الملاحقة.

انتقل الكثير من هؤلاء النازيين إلى أمريكا الجنوبية، لكن بعضهم وجد طريقه إلى إسرائيل. واستقر بعض هؤلاء النازيين في معسكر بيت ليد، مستغلين الفوضى التي أعقبت الحرب.

قصة محيرة للاعتقال

في عام 1952، ألقي القبض على عدد من النازيين الذين كانوا يختبئون في معسكر بيت ليد. وتشير الروايات إلى أن اعتقالهم جاء بالصدفة عندما قام أحد السجناء السابقين في معسكر الاعتقال بالتعرف على وجوههم.

أثار هذا الكشف ضجة كبيرة، حيث كشف عن وجود شبكة سرية من النازيين تعمل في إسرائيل.

حياة السجناء بعد الاعتقال

حُكم على النازيين الذين تم القبض عليهم بالسجن، لكنهم أُطلق سراحهم لاحقًا بعد أن قضوا عقوباتهم.

وبعد إطلاق سراحهم، عاشوا حياة هادئة في إسرائيل تحت هويات مزيفة. لم يتم تتبع جميع النازيين الذين اختبأوا في معسكر بيت ليد، ولا يزال مصير الكثير منهم مجهولًا حتى يومنا هذا.

يُذكر أن معسكر بيت ليد لم يُستغل طوال العقود الماضية ويُعتبر اليوم موقع تاريخي يحمل ذكريات من فترة مظلمة في تاريخ إسرائيل.

صورة من متحف بيت ليد

زيارة معسكر بيت ليد

يقع معسكر بيت ليد اليوم على بعد بضعة كيلومترات من مدينة بيت ليد، ويمكن زيارته من خلال متحف بيت ليد الذي يضم معروضات عن تاريخ المعسكر.

وخلال الزيارة، يمكن للمرء أن يشعر بالجو الكابوسي الذي ساد المعسكر في الماضي، ويستكشف غرف السجناء ويفهم الظروف اللاإنسانية التي عاشوها.

وتحتوي المعروضات على صور للنازيين الذين تم اعتقالهم في المعسكر، والذين عاشوا تحت هويات مزيفة بعد إطلاق سراحهم. وتُعطي هذه المعروضات نظرة ثاقبة على آلية عمل النازيين السريين في إسرائيل.

زيارة معسكر بيت ليد هي تجربة مفجعة تدعو إلى التأمل في فظائع الحرب وآثار النازية على المجتمع الإسرائيلي.

نصيحة أخيرة

عند زيارة معسكر بيت ليد، خذ بعض الوقت للتجول في أرجائه وامتصاص الجو. دع قصص السجناء والنازيين الذين مرّوا من هنا تُحركك وتجعلك تدرك مدى هشاشة الإنسانية في أوقات الصراع.