مفيدة شيحة




في إحدى ليالي القاهرة الساحرة، حيث تتراقص الأضواء على صفحة النيل الخالدة، قابلتُ "مفيدة شيحة"، المرأة التي ألهمتني بنظرتها للحياة وحكمتها البسيطة.
كانت جالسةً على كرسي خشبي قديم، يكسوه قماش مزركش بألوان زاهية. وقد ظهرتْ في عينيها نظرة حالمة وكأنها تتأمل قصة خرافية قديمة. بدأت محادثتنا بصمت مريح، حيث استمتعنا بتناول مشروباتنا الساخنة بينما كنا نشاهد الناس وهم يتجولون في الشوارع.
مع مرور الوقت، بدأت مفيدة في سرد قصصها الرائعة. وقد عرفتُ أنها عاشت حياة مليئة بالتجارب والتحديات. وقد ولدت في أسرة فقيرة في الريف المصري، واضطرت للعمل منذ سن مبكرة لمساعدة عائلتها. ورغم صعوبات الحياة، فإنها حافظت دومًا على روحها المتفائلة.
حكت لي مفيدة عن كيف أنها غادرت قريتها وهي في العشرين من عمرها للبحث عن حياة أفضل في المدينة. وقد عملت في عدة وظائف متواضعة، لكنها لم تيأس مطلقًا. فقد كانت مصممة على أن تخلق لنفسها مستقبلًا أفضل.
بعد سنوات من العمل الجاد والتصميم، تمكنت مفيدة من توفير ما يكفي من المال لبدء عملها الخاص. وقد فتحت متجرًا صغيرًا لبيع الحرف اليدوية التقليدية. وقد نجح متجرها بسرعة، وأصبحت معروفة في المنطقة بمنتجاتها عالية الجودة.
لكن رحلة مفيدة لم تكن خالية من التحديات. فقد واجهت صعوبات مالية في بعض الأحيان، ولكنها لم تستسلم أبدًا. لقد واجهت كل عقبة بشجاعة وتصميم.
لقد تعلمتُ الكثير من مفيدة في تلك الليلة. لقد تعلمتُ أهمية المثابرة، وأن الطريق إلى النجاح ليس دائمًا سهلاً، ولكن مع الإيمان بالنفس والإصرار، يمكن تحقيق أي شيء.
كما تعلمتُ أيضًا أهمية التواصل الاجتماعي. كانت مفيدة معروفة في الحي ببساطتها وتواضعها. لقد كانت دائمًا مستعدة لمساعدة الآخرين، سواء من خلال التبرع بالمال أو الوقت أو النصيحة الحكيمة.
في نهاية المساء، بينما كنا نقول وداعًا، قالت لي مفيدة شيئًا لن أنساه أبدًا. قالت: "مهما كانت الظروف التي تجد نفسك فيها، فلا تفقد الأمل أبدًا. فالحياة رحلة جميلة، وكل يوم هو فرصة جديدة لخلق شيء رائع".
مفيدة شيحة هي قصة ملهمة لامرأة قوية ومثابرة. وهي تذكرنا بأن أي شيء ممكن مع الإيمان بالنفس والتصميم. لقد شرفني أن ألتقيها، وستظل قصتها مصدر إلهام لي لسنوات عديدة قادمة.