مكرم رباح.. من رموز المسرح السوري ومنارة للتجديد




يتردد اسم مكرم رباح كثيرًا في الأوساط الثقافية اللبنانية والسورية والعربية، ولكن ماذا نعرف حقًا عن هذا الرجل الذي لقب بـ"أسطورة المسرح السوري" و"منارة للتجديد"؟

ولد مكرم رباح في مدينة اللاذقية الساحلية عام 1934، درس الحقوق في جامعة دمشق، لكن عشقه للمسرح دفعه للانضمام إلى معهد الفنون المسرحية لدراسة الإخراج. منذ ذلك الحين، انطلق مسيرة طويلة من العطاء المسرحي.

التجربة والابتكار

عُرف رباح بتجربته وابتكاره في المسرح، فقد كان دائم البحث عن أساليب وأفكار جديدة. تعاون مع مجموعة من الكتاب والممثلين الموهوبين، وقدم عروضًا مسرحية أثارت الجدل والنقاش.

من أبرز أعماله مسرحية "سفر برلك"، التي كتبها محمد الماغوط وأخرجها رباح عام 1972. هذه المسرحية كانت بمثابة ثورة في المسرح السوري، فقد مزجت بين العناصر الواقعية والرمزية، وناقشت قضايا معاصرة مثل الفساد والحرية.

كما قدم رباح مسرحيات أخرى مهمة، مثل "ليلة غبار" و"أغنية الغراب" و"حفلة سمر من أجل 5 حزيران". هذه الأعمال شكلت علامة فارقة في المشهد المسرحي السوري والعربي.

المسرح الوطني السوري

كان لمكرم رباح دور كبير في تطوير المسرح الوطني السوري، فقد أسس معهدًا للمسرح وأداره لمدة 15 عامًا، كما عمل على تدريب جيل جديد من الممثلين والمخرجين.

الاعتراف والتكريم

حظي مكرم رباح بتقدير واحترام كبيرين في سوريا وخارجها، فقد نال العديد من الجوائز والأوسمة، من بينها جائزة الدولة التقديرية في سوريا والمغرب، وميدالية الاستحقاق الفرنسية للفنون والآداب بدرجة ضابط.

الإرث

ترك مكرم رباح إرثًا غنيًا من الأعمال المسرحية التي أثرت في مسار المسرح العربي، وكان له دور كبير في تطوير وتحديث المسرح السوري. رحل عنا عام 2019، تاركًا وراءه ذكرى طيبة ليس فقط كفنان، بل كشخصية فكرية وثقافية ساهمت في إثراء المشهد الثقافي العربي.

دعوة للتأمل

يذكرنا مكرم رباح بأهمية الفن في حياتنا، وبقدرة المسرح على معالجة القضايا المجتمعية بطريقة مبتكرة ومؤثرة. كما يلهمنا بالبحث عن الجديد والمثير في عوالم الفن والإبداع.