إذا بحثت عن اسم "ملاك الحسيني" في محركات البحث، فستجد سيرة حافلة بالإنجازات والعمل الخيري التي تؤكد على أن "فعل الخير" ليس مجرد عبارة، بل هو أفعال وأخلاق ومبادئ تترجم في أرض الواقع.
في إحدى قرى ريف مصر، ولدت ملاك في أسرة متواضعة، لكنها لم تكن فتاة عادية؛ فمنذ صغرها ظهرت عليها روح العطاء والتضحية.
تقول ملاك: "كان قلبي يتألم عندما أرى شخصًا محتاجًا، ولم أكن أستطيع تحمل فكرة أن هناك من ينام جائعا أو بلا مأوى، فقررت أن أكون أنا الشعلة التي تنير حياتهم."
بدأت ملاك رحلتها الخيرية بحملات صغيرة لجمع الملابس والأغذية للعائلات الفقيرة، ثم تطور عملها إلى إنشاء جمعية خيرية بالتعاون مع بعض الأصدقاء المتطوعين، والتي كان يطلق عليها "بصمة أمل".
وتهدف جمعية "بصمة أمل" إلى توفير الدعم والمساعدة للمحتاجين في مختلف المجالات، سواء الصحية أو التعليمية أو الاجتماعية، وانتشر نشاطها بسرعة كبيرة، حيث وصلت خدماتها إلى آلاف الأسر في جميع أنحاء مصر.
تروي ملاك الكثير من الحكايات التي تؤكد على مدى أثر عملها في حياة المستفيدين، تقول: "أتذكر جيدًا قصة تلك السيدة التي جاءت إلينا وهي في حالة يرثى لها، كانت فقيرة ومريضة، لم يكن لديها نقود لعلاج نفسها، فقمنا بتوفير الأدوية اللازمة لها ودعمناها حتى تعافت تمامًا".
وتكمل ملاك: "هناك أيضًا قصة ذلك الطفل الذي لم يكن يستطيع الذهاب إلى المدرسة بسبب عدم قدرة والديه على دفع الرسوم، فوفرنا له منحة دراسية وتكفلنا بتعليمه حتى أنهى دراسته الجامعية، وهو الآن يعمل في وظيفة مرموقة ويكسب رزقه بشرف وكرامة."
لا تقتصر رؤية ملاك الحسيني على العمل الخيري فقط، بل تتطلع إلى بناء مجتمع أكثر إنسانية ورحمة، حيث تؤمن بأن لكل إنسان الحق في حياة كريمة خالية من الفقر والمرض والجهل.
وتقول ملاك: "أتمنى أن يأتي اليوم الذي لا يحتاج فيه أي شخص إلى مساعدة، وأن نتمكن من بناء مجتمع قائم على التعاون والتكافل، حيث يساند الجميع بعضهم البعض دون انتظار مقابل."
أصبحت ملاك الحسيني رمزًا للعمل الخيري والعطاء في مصر، ونالت تقدير واحترام الجميع، سواء من المستفيدين من خدماتها أو من المتطوعين الذين يعملون معها.
وقد حصلت ملاك على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لجهودها، منها جائزة "المواطنة الفعالة" من مؤسسة الرئاسة المصرية، وجائزة "الملاك الرحيم" من منظمة اليونيسف.
رسالة ملاك الحسيني واضحة وصريحة، وهي أن "الخير فينا جميعًا"، وأن كل شخص، مهما كانت إمكانياته، يمكنه أن يكون ملاك رحمة لغيره.
وتقول ملاك: "لا تنتظروا من أحد أن يتحرك، كونوا أنتم أول من يمد يد العون، فالعطاء لا ينقص منا شيئًا، بل على العكس، يزيدنا سعادة وإنسانية".
"ملاك الحسيني".. ملاك الرحمة الذي حلق في سماء العطاء، وترك بصمة أمل في قلوب المصريين، وسيظل اسمها محفورًا بأحرف من نور في تاريخ العمل الخيري والإنساني.