ملكـــة جــمال الإكـوادور




أنا جاهزة للصعود إلى المسرح وأنا أرتعد من الخوف...
"إني واثقة بأنك ستفوزين، فأنتِ الأجمل ببساطة."
كنت في طريقي للمشاركة في مسابقة ملكة جمال "ميامي"، وأمي تحاول تشجيعي وتهدئتي وهي تمسك بيدي. "أنا واثقة بأن الناس سيتأثرون بقصة حياتك، وما مررتِ به، وكيف لم تدعِ أي شيء يُحبطك أبدًا."
ابتسمتُ لها وحاولت إخفاء خوفي، فقد كنت أرتجف حقًا، رغم أنّني كنت قد شاركتُ في مثل هذه المسابقة من قبل. كانت هذه المسابقة مختلفة تمامًا عن أي مسابقة أخرى، فهذه هي المرة الأولى التي أمثل فيها بلدي!
مثّلتُ الإكوادور، وهي بلدي الأم التي غادرتها منذ سنوات، إلى جانب ما يقرب من 20 فتاة من مختلف دول أمريكا اللاتينية. كان الأمر رائعًا ومجنونًا في نفس الوقت.
انتهى بي الأمر بالفوز بالمسابقة، كما فازت فتاة من السلفادور بلقب الوصيفة الأولى، وفتاة من كولومبيا بالوصيفة الثانية. انتابني فخر كبير لأنني استطعتُ تمثيل بلدي بشكل جيد، وأن أجعل بلدي وأهلي فخورين بي.
لكن الحقيقة هي أنني لم أكن أفكر في الفوز مطلقًا، ولم يكن هذا أحد أهدافي، فكنت فقط أريد الاستمتاع بالمسابقة، والاستفادة من هذه التجربة للتعرف على فتيات من دول أخرى والتعرف على ثقافات جديدة. وأثناء تحضيري للمسابقة، ركزت على شيء آخر تمامًا.
قبل وقت قصير من المسابقة، علمتُ أن امرأة معروفة في الإكوادور ستحضر المسابقة، وهي امرأة عملت دائمًا على الدفاع عن حقوق المرأة، ونجحت في إلهام الكثير من الفتيات والشابات. وقد اتخذتُ قراري في تلك اللحظة: أردت أن أستغل منصتي هذه للتحدث عن قضية مهمة جدًا بالنسبة لي، وهي العنف ضد المرأة.
لقد عانت الكثير من النساء في الإكوادور، بما في ذلك بعض أقربائي، من العنف، لهذا السبب شعرتُ أنه من المهم جدًا أن أتحدث عن هذه القضية، وأن أستخدم صوتي للدفاع عن حقوق المرأة.
في يوم المسابقة، بينما كنتُ على وشك الصعود إلى المسرح، كنتُ متوترة للغاية، لكنني كنتُ أعرف أنني سأتحدث عن قضية مهمة جدًا بالنسبة لي. وعندما حان دوري للتحدث، أخذت نفسًا عميقًا وبدأتُ بالحديث.
تحدثت عن تجاربي الخاصة، وعن معاناة النساء من حولي، وعن أهمية مكافحة العنف ضد المرأة. وشعرتُ بسعادة غامرة عندما رأيتُ ردود أفعال الجمهور، خاصةً عندما تحدثتُ عن تجربتي الشخصية وكيف تغلبت عليها.
في تلك اللحظة، أدركتُ أنني لست مجرد ملكة جمال، بل لديّ أيضًا صوت يمكنني من خلاله إحداث فارق.
بعد المسابقة، تلقيتُ الكثير من الرسائل من النساء اللواتي عبرنّ عن مدى امتنانهنّ لأنني تحدثتُ عن هذه القضية، وأخبرنني بأن حديثي ألهمهنّ، وشجعهنّ على التحدث علنًا عن تجاربهن الخاصة.
لقد جعلني هذا الأمر سعيدًا جدًا، وأدركتُ أنني استطعتُ استخدام منصتي للدفاع عن قضية مهمة بالنسبة لي، والتحدث بصوت النساء اللواتي لا يستطعن التحدث بأنفسهن.
شاركتُ في مسابقة ملكة جمال "ميامي" ليس فقط للفوز باللقب، ولكن أيضًا للتحدث عن قضية مهمة جدًا بالنسبة لي. لقد استخدمت صوتي للدفاع عن حقوق المرأة، وأنا فخورة بذلك.