الحج من أركان الإسلام الخمسة التي فرضها الله تعالى على كل مسلم قادر يستطيع أداءها، فهو رحلة مقدسة إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، حيث يتوجه المسلمون من كافة أنحاء العالم إلى هذه البقعة المباركة لأداء مناسك الحج.
وتبدأ مناسك الحج في يوم الثامن من شهر ذي الحجة، حيث يُحرم الحجاج من الميقات المحدد لهم، وهو المكان الذي ينوي فيه الحاج الدخول في مناسك الحج، ويُحرم الرجال بارتداء الإحرام، وهو قطعتان بيضوان من القماش غير مخيطين، أما النساء فيلبسن ملابسهن المعتادة بشرط ستر أجسادهن.
وعند الوصول إلى مكة المكرمة، يطوف الحجاج حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط، ثم يقومون بالسعي بين الصفا والمروة، وهي شعيرة تذكر ببحث السيدة هاجر عن الماء لابنها إسماعيل، وبعد ذلك يقف الحجاج على جبل عرفة يوم التاسع من ذي الحجة، وهو يوم الحج الأكبر ووقفة الحجاج على جبل عرفة ركن أساسي من أركان الحج.
وفي اليوم العاشر من ذي الحجة، يتجه الحجاج إلى منى لرمي جمرة العقبة، وهي أكبر الجمرات الثلاث، ثم يقومون بنحر الهدي، وهو الأضاحي التي تُذبح في مناسك الحج، وذلك اقتداءً بسنة النبي إبراهيم عليه السلام، وبعد ذلك يحلق الحجاج رؤوسهم أو يقصُرون من شعرهم.
وفي اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، يعود الحجاج إلى مكة المكرمة لطواف الإفاضة، وهو طواف حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط أخرى، ثم يقومون بالسعي بين الصفا والمروة مرة أخرى، وفي اليوم الثاني عشر أو الثالث عشر من ذي الحجة، يتوجه الحجاج إلى منى مرة أخرى لرمي الجمرات الثلاث مرة أخرى، وبعدها ينتهي الحجاج من مناسك الحج.
الحج رحلة شاقة، لكنها مليئة بالعبادة والروحانية، فهي فرصة للتوبة والتقرب إلى الله تعالى، وتجديد العهد معه على طاعته واتباع أوامره، وتحقيقًا لمقاصد الحج في توحيد المسلمين وترسيخ الأخوة بينهم.
فإذا كنت مستطيعًا لأداء مناسك الحج، فلا تتردد في اغتنام هذه الفرصة الثمينة، وتلبية نداء الله تعالى، لتجربة الشعور الروحاني العميق، وإحياء سنة نبي الله إبراهيم عليه السلام، وتحقيق أركان الإسلام الخمسة.