منتخب البرتغال: كيف تحولت أحلامهم إلى كوابيس في كأس العالم؟




عندما انطلقت صافرة بداية مباراة ربع نهائي كأس العالم 2022 بين المغرب والبرتغال، كان منتخب "برازيل أوروبا" هو المرشح الأوفر حظًا، على الأقل بحسب وجهة نظر الصحافة العالمية، فقد كان يمتلك في صفوفه نجم باهر يحمل اسم كريستيانو رونالدو، المدجج بخبرة المشاركات السابقة وحنكة رجل المواعيد القاسية، بجانب عدد لا بأس به من اللاعبين المميزين الذين ينشطون في أكبر الأندية الأوروبية.

حينها، لم يكن أحد يتوقع بأن يخرج البرتغاليون من البطولة على يد المغرب، الفريق الذي لم يكن متواجدًا في دائرة الترشيحات، فريق يمثل بلدًا عربيًا مسلمًا، يضم في صفوفه لاعبين مغمورين يلعبون في دوريات متواضعة.

ولكن هذا ما حدث، انتهى الحلم البرتغالي، وتبددت تلك الآمال التي رسمها الجمهور طوال سنوات، وانهار الجدار الذي بناه رونالدو بجهده ودأبه طوال ذلك الوقت، انهار كل شيء في لحظة، لحظة هدف يوسف النصيري القاتل الذي دق مسمارًا في نعش أحلام البرتغاليين، وكتب نهاية مؤلمة لحلم المونديال.

ما الذي حدث؟ كيف يمكن لفريق مثل البرتغال أن يخسر أمام كتيبة أسود الأطلس؟ هل كان رونالدو وحيدًا وسط ذلك الحشد من اللاعبين؟ هل عانى الفريق من مشاكل داخلية أم أن القدر كان له كلمة أخرى؟

هذه الأسئلة وأسئلة أخرى كثيرة، تجول في أذهان عشاق منتخب البرتغال، الذين لا زالوا يحاولون استيعاب ما حدث، ولماذا تحولت أحلامهم إلى مجرد كوابيس، وكيف تحول فريقهم من مرشح للقب إلى مجرد رقم في عالم المونديال.

الجانب النفسي

أحد أهم الأسباب التي يمكن أن تفسر سبب خسارة البرتغال أمام المغرب، هو الجانب النفسي، فالدخول إلى مباراة بوزن ربع نهائي كأس العالم ليس بالشيء الهين، وربما كان الضغط النفسي أثقل عليهم من طاقتهم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الفريق البرتغالي الذي يمتلك عناصر شابة بجانب آخرين من ذوي الخبرة، لم يتم التعامل معهم بالشكل الأمثل من الناحية النفسية، فبعض العناصر الشابة مثل رافائيل لياو وغونزالو راموس، ربما يكونوا شعروا بضغط كبير في ظل وجود أسماء لامعة إلى جانبهم، ولا سيما رونالدو، وهذا ما قد يكون أثر على مستوياتهم في الملعب.

المشاكل الداخلية

هناك بعض التقارير التي تتحدث عن وجود مشاكل داخلية في صفوف المنتخب البرتغالي، ربما يكون السبب وراء تلك المشاكل هو عدم رضا بعض اللاعبين عن دخولهم وخروجهم من التشكيلة، أو عدم رضاهم عن المدير الفني فرناندو سانتوس.

هذه المشاكل ربما يكون لها تأثير سلبي على أداء الفريق، فليس من السهل أن تتعاون مع أشخاص لا تحبهم أو لا تتفق معهم، وهذا ما قد يكون حدث داخل صفوف المنتخب البرتغالي.

القدر

ربما كان القدر هو كلمة السر في خسارة البرتغال، فهناك بعض الأحيان يكون للقدر كلمة أخرى، وهذا ما حدث مع المنتخب البرتغالي في هذا المونديال.

فريق المغرب الذي كان يخوض مباراة صعبة أمام إسبانيا في دور الـ16، تمكن من الفوز عليه بركلات الترجيح، هذا هو القدر، فريق يلعب على أرضه وبين جمهوره ويفوز على أحد أفضل الفرق في العالم بركلات الترجيح، فكيف يمكن تفسير ذلك سوى بأنه كان مكتوبًا على المغرب أن يصل إلى هذا الدور وإلى أبعد منه؟

ال

هناك الكثير من الأسباب التي يمكن أن تفسر سبب خسارة منتخب البرتغال أمام المغرب، لكن في النهاية، فإن الحقيقة الوحيدة هي أن المغرب استحق الفوز.

فريق أسود الأطلس لعب بشجاعة وإصرار، وتمكن من تحقيق إنجاز تاريخي للكرة المغربية والعربية، أما البرتغال فلم يوفق في هذه البطولة، لكن علينا أن نحييهم على ما قدموه طوال السنوات الماضية، وننتظر منهم العودة بقوة أكبر في المستقبل.