سلمان الخالدي، المعارض السياسي الكويتي، الذي أثار الجدل بتصريحاته النارية، وتنتظره محاكمة في بلده بتهم عديدة منها "ازدراء الأسرة الحاكمة" و"التحريض على قلب نظام الحكم".
من هو هذا الرجل الذي نعتته السلطات الكويتية بـ"الخطير"، ووصفه البعض بـ"بطل حرية التعبير"؟
ولد الخالدي في الكويت عام 1983، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، وتلقى تعليمه في مدارس الكويت حتى المرحلة الثانوية.
ويُعرف الخالدي بنشاطه السياسي منذ صغره، حيث انضم إلى حركة "الإخوان المسلمين" وهو طالب في المرحلة الثانوية، وشارك في العديد من التظاهرات والاحتجاجات ضد سياسات الحكومة.
بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، سافر الخالدي إلى المملكة المتحدة لدراسة العلوم السياسية في جامعة لندن. تصريحات مثيرة للجدل
خلال فترة دراسته في لندن، بدأ الخالدي بنشر آرائه السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي اتسمت بالجرأة الشديدة ونقد الأسرة الحاكمة في الكويت.
وقد أثارت تصريحات الخالدي جدلاً واسعاً في الكويت، حيث اتهمه البعض بالإساءة إلى "رموز الدولة"، بينما دافع عنه آخرون واعتبروه "ناشطاً سياسياً شجاعاً".
حظي الخالدي بشهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه آلاف الأشخاص على حسابه على "تويتر".
ومن أبرز تصريحاته التي أثارت الجدل قوله إن "الأسرة الحاكمة فاسدة"، و"النظام السياسي في الكويت ديكتاتوري"، و"الشعب الكويتي يعاني من القمع والفقر". ملاحقة قضائية
في عام 2014، حكمت محكمة كويتية على الخالدي غيابياً بالسجن 10 سنوات بتهمة "ازدراء الأسرة الحاكمة"، بعد أن نشر تغريدة على حسابه على "تويتر" انتقد فيها أمير الكويت آنذاك الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وقضت المحكمة نفسها في عام 2017 بسجن الخالدي 5 سنوات غيابياً بتهمة "التحريض على قلب نظام الحكم"، بعد أن نشر فيديو على "يوتيوب" دعا فيه إلى ثورة في الكويت.
ويواجه الخالدي حالياً عدة تهم أخرى، منها "نشر أخبار كاذبة"، و"إهانة موظف عام"، و"إشانة سمعة الكويت في الخارج".
ووفقاً لمصادر قضائية كويتية، فإن السلطات الكويتية بصدد طلب تسليم الخالدي من المملكة المتحدة، حيث يقيم حالياً.
ويواجه الخالدي عقوبة بالسجن قد تصل إلى 20 عاماً في حال عودته إلى الكويت وإدانته بالتهم الموجهة إليه. بطل حرية التعبير
يعتبر بعض الكويتيين الخالدي "بطلاً لحرية التعبير"، ويرون أنه ضحية لقمع السلطة، ويطالبون بإسقاط التهم الموجهة إليه.
وقد نظمت عدة احتجاجات في الكويت تضامناً مع الخالدي، وحمل المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط التهم عنه.
كما أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامنية مع الخالدي، وتحتوي على وسم "#الحرية_لسلمان_الخالدي".
يقول أحد الناشطين في الحملة: "الخالدي لم يفعل شيئاً سوى انتقاد الحكومة، وهذا حق مكفول له بموجب الدستور الكويتي".
ويضيف الناشط: "السلطات الكويتية تريد إسكات كل الأصوات المعارضة، وتهديد أي شخص يفكر في انتقادها".
بينما يرى آخرون أن الخالدي تجاوز حدود حرية التعبير، و"أساء إلى رموز الدولة"، ويجب أن يحاسب على ذلك.
يقول أحد المحامين: "الخالدي تجاوز الخطوط الحمراء عندما هاجم أمير البلاد، وهذا يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون".
ويضيف المحامي: "حرية التعبير لا تعني الإهانة والتحريض على العنف، ويجب على الجميع احترام القانون".
ويبقى مصير الخالدي مجهولاً، فهل سيعود إلى الكويت ويواجه المحاكمة؟ أم سيبقى في المملكة المتحدة ويواصل نشاطه السياسي من هناك؟
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here