من هو علي لاريجاني الذي أثار جدلًا واسعًا في إيران؟




من قلب العائلة الدينية العريقة، برز "علي لاريجاني".. رجل السياسة الإيراني البارز الذي لطالما كان محور جدل واسع النطاق داخل إيران وخارجها.
نشأته:
ولد علي لاريجاني عام 1958 في مدينة النجف الأشرف بالعراق، لأب إيراني وأم عراقية. وترعرع في أسرة ذات ميول دينية، حيث يعد والده آية الله ميرزا هاشم آملي لاريجاني أحد علماء الدين الشيعة البارزين.
دراسته:
درس لاريجاني الفلسفة في جامعة طهران، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة شريف التكنولوجية. كما أتقن عدة لغات، منها العربية والإنجليزية والفرنسية.
بداياته السياسية:
شهدت الثورة الإيرانية عام 1979 صعود علي لاريجاني إلى الساحة السياسية. فقد انضم إلى الحرس الثوري الإسلامي، وأصبح فيما بعد مستشارًا لوزير الخارجية علي أكبر ولايتي. وفي عام 1989، دخل مجلس الشورى الإسلامي نائبًا عن مدينة قم.
وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي:
في عام 1994، عينه الرئيس أكبر هاشمي رفسنجاني وزيراً للثقافة والإرشاد الإسلامي. وقد تولى لاريجاني هذا المنصب لمدة أربع سنوات، حيث شهدت تلك الفترة انتعاشًا ثقافيًا ملحوظًا وتدفقًا للأفكار الجديدة.
رئيس مجلس الشورى الإسلامي:
شغل علي لاريجاني منصب رئيس مجلس الشورى الإسلامي لثلاث دورات متتالية، من عام 2008 إلى عام 2020. وقد اشتهر لاريجاني خلال رئاسته بأنه رجل حوار منفتح على مختلف الآراء، حتى من المعارضين السياسيين. وبصفته رئيسًا للبرلمان، كان له دور بارز في تشكيل السياسات الداخلية والخارجية لإيران.
الأزمة النووية الإيرانية:
لعب علي لاريجاني دورًا مهمًا في المفاوضات النووية بين إيران والدول الغربية، والتي أدت إلى التوصل إلى الاتفاق النووي الشهير في عام 2015. وقد أشاد كثيرون بمهاراته الدبلوماسية وقدرته على التوصل إلى حل وسط مقبول لجميع الأطراف.
علاقاته الإقليمية والدولية:
بفضل براعته الدبلوماسية، نجح لاريجاني في تطوير علاقات إيران مع دول المنطقة والعالم. فقد زار العديد من البلدان وشكل علاقات وثيقة مع قادتها، بما في ذلك روسيا وتركيا ودول الخليج العربي.
شخصيته:
يُعرف علي لاريجاني بأنه رجل ذكي وذو شخصية كاريزمية. فهو سياسي محنك يتمتع بمهارات تفاوضية ممتازة وقدرة على إقامة علاقات قوية مع الآخرين. كما أنه مثقف واسع الاطلاع ومفكر مستقل.
آراؤه:
يمتاز علي لاريجاني بآرائه المعتدلة وحرصه على تعزيز الوحدة الوطنية. فهو يؤمن بالحوار والتفاهم كسبيل لحل المشاكل الداخلية والخارجية. كما أنه يدعم تقوية الاقتصاد الإيراني وتنويع مصادر الدخل.
جدل:
لطالما كانت شخصية علي لاريجاني مثيرة للجدل داخل إيران. فقد اتهمه البعض بالتطرف الديني، في حين اتهمه آخرون بالاعتدال المفرط. ومع ذلك، لا يمكن إنكار الدور الهام الذي لعبه في السياسة الإيرانية، سواء من خلال منصبه كرئيس للبرلمان أو من خلال جهوده الدبلوماسية.
مستقبله:
يتكهن البعض بأن علي لاريجاني قد يكون أحد المرشحين المحتملين للرئاسة الإيرانية في المستقبل. ومهما كان قراره، من المؤكد أن لاريجاني سيظل شخصية رئيسية في المشهد السياسي الإيراني لسنوات قادمة.