لم تكون مها المصري مجرد امرأة مصرية عادية، بل كانت محاربة حقيقية واجهت الشدائد والتحديات طوال حياتها، وخاضت معارك ضارية مع الفقر والإدمان والسرطان وزوجها، وخرجت منتصرة في النهاية.
ولدت مها المصري في قرية صغيرة بمحافظة الدقهلية في صعيد مصر، وعانت أسرتها من الفقر المدقع. عمل والدها مزارعًا، وكانت والدتها ربة منزل تعاني من المرض. اضطرت مها إلى ترك المدرسة في سن مبكرة لمساعدة أسرتها.
تزوجت مها في سن الرابعة عشرة من رجل يكبرها بعشر سنوات، وكان مدمنًا على المخدرات والكحول. عاشت مها معه حياة مليئة بالعنف والتعاسة، وحاولت مرارًا وتكرارًا الهرب لكنه كان يجدها ويعيدها بالقوة.
بعد ولادة ابنها الأول، قررت مها الهروب من زوجها والتوجه إلى القاهرة بحثًا عن حياة أفضل. لكنها وقعت في براثن المخدرات، وأصبحت مدمنة.
قضت مها سنوات في الشوارع، وتعرضت للاعتداء والسرقة والاغتصاب. لكنها لم تستسلم أبدًا، وظلت تحارب من أجل التعافي.
في عام 2005، تم تشخيص مها بسرطان الثدي. لكنها لم تفقد الأمل، وخضعت للعلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة.
كان العلاج صعبًا للغاية، لكن مها تحملته بشجاعة. وقالت: "كنت خائفة لكنني لم أفقد الأمل. كنت أقاتل من أجل ابني ومن أجل نفسي."
بعد تعافيها من السرطان، عادت مها إلى قريتها لمواجهة زوجها. كان لا يزال مدمنًا، لكنها كانت مختلفة تمامًا. كانت أقوى وأكثر تصميمًا.
واجهت مها زوجها وطالبت بالطلاق. بعد معركة قانونية طويلة، نجحت في الحصول على الطلاق.
بعد طلاقها، بدأت مها حياة جديدة. أسست جمعية خيرية لمساعدة النساء الأخريات اللاتي يعانين من الفقر والإدمان والعنف.
عملت مها بلا كلل لتوفير الطعام والملبس والمأوى للنساء المحتاجات. كما نظمت جلسات دعم ومجموعات عمل لمساعدتهن على التغلب على التحديات التي يواجهنها.
أصبحت مها مصدر إلهام للنساء في جميع أنحاء مصر، وقصتها تُظهر أنه بغض النظر عن الظروف التي تواجهها المرأة، فهي قادرة على التغلب عليها وتحقيق أحلامها.
توفيت مها المصري في عام 2019 عن عمر يناهز 63 عامًا، لكن إرثها سيستمر في إلهام الأجيال القادمة.