ميريت رحمي.. رحلة نجاح فيّاضة بالصعب والمستحيل..!




يجلس الرجل الهادئ خلف مكتبه، وحوله فريق عمل صغير لكنّه حماسي، يضع يده على ذقنه، وكأنّه يفكّر بشيءٍ صعب، ثمّ يتحدّث بعينين لامعتين:

- "أعلم أنّ طريقنا صعب، وأنّ أمامنا تحدّيات كبيرة، لكنّنا لا نخشى التحدّيات، بل نستمتع بها، فالتحدّيات هيَ وقودنا الذي يدفعنا نحو الأمام".

هذا هو "ميريت رحمي"، المدير التنفيذي والمؤسّس لشركة "إيفينتير"، وهيَ شركة ناشئة متخصّصة في مجال تنظيم الفعاليات، ومن المتوقّع أن تحقق هذا العام إيرادات بأكثر من 25 مليون دولار.

لم تكن رحلة "ميريت" سهلة، فقد ولد ونشأ في أسرة فقيرة، واضطرّ للعمل منذ الصغر ليساعد في إعالة أسرته، لكنّه كان يحلم دائماً بالأكثر، وكان يعرف في قرارة نفسه أنّه ليس فرد عادي، وأنّه قادر على تحقيق أشياء عظيمة.

بدأ "ميريت" رحلته في عالم الأعمال عندما كان طالباً في الجامعة، فقد أسّس مع صديق له شركة صغيرة لتنظيم الفعاليات، واستطاعا مع مرور الوقت أن يحقّقا نجاحاً كبيراً، إلى أن تخرّجا من الجامعة.

بعد التخرّج، قرّر "ميريت" وصديقه ترك الوظائف التي كانا يعملان بها والتفرّغ لشركتهما الخاصة، وكانت البداية صعبة للغاية، فلم يكن لديهما أيّ تمويل، وكانا يعتمدان فقط على مدخراتهما الشخصية، لكنّ الإصرار والعزيمة كانا أقوى من أيّ تحدّي.

تبدأ "ميريت" في سرد تجربته بصوت خفيض، وكأنّه يعود بالذاكرة إلى تلك الأيام الصعبة، ثمّ يكمل حديثه:

- "في البداية، اضطررنا إلى العمل من منزلنا، وكنا نستقبل العملاء في مطبخنا، ولم تكن الأوضاع سهلة أبداً، لكنّنا كنا عازمين على النجاح".

مع مرور الوقت، بدأت شركة "إيفينتير" في النمو والتوسّع، واستطاع "ميريت" وفريقه تحقيق النجاح تلو النجاح، وبفضل عملهم الدؤوب والالتزام بتقديم خدمات عالية الجودة، أصبحت "إيفينتير" واحدة من أكبر شركات تنظيم الفعاليات في المنطقة، وأصبحت تحظى بثقة العديد من الشركات والمؤسّسات الكبرى.

لكنّ النجاح لم يغيّر "ميريت"، فقد ظلّ الرجل البسيط الذي يحلم دائماً بالأكثر، والذي يسعى دائماً إلى مساعدة الآخرين، فقد أسّس مؤسّسة غير ربحيّة تساعد الشباب على تطوير مهاراتهم في مجال تنظيم الفعاليات، وهو يشارك في العديد من الفعاليات التطوعية بهدف بثّ الأمل في نفوس الآخرين.

عندما سألته عن سرّ نجاحه، قال:

- "السرّ ليس واحداً، بل مجموعة من العوامل، أهمّها العزيمة والإصرار، والعمل الجاد، وتكوين فريق عمل قوي، والالتزام بتقديم خدمات عالية الجودة، والاستفادة من التكنولوجيا، والبحث عن الفرص باستمرار، والإيمان بالذات، وعدم الاستسلام أبداً، وتحويل كلّ تحدّي إلى فرصة".

إنّ "ميريت رحمي" هو قصة نجاح ملهمة، فهو مثال حيّ على أنّ الإنسان قادر على تحقيق أيّ شيء إذا امتلك العزيمة والإصرار والرؤية الواضحة، وأنّ التحدّيات ليست إلاّ فرصة للنمو والتقدّم، وأنّ النجاح الحقيقيّ هو الذي يأتي بعد التغلب على الصعاب.