ميناء الحديدة اليمني.. شريان الحياة أم عائق للإغاثة؟




هل يعد ميناء الحديدة اليمني شريان حياة للسكان، أم أنه نقطة انطلاق للمتمردين الحوثيين؟ هذا هو السؤال الذي يثير جدلاً مستمراً بين الحكومة اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية، وكذلك المنظمات الإنسانية الدولية.

يقع ميناء الحديدة على ساحل البحر الأحمر، وهو أكبر ميناء في اليمن. كان بمثابة شريان الحياة للبلاد، حيث كان يسمح باستيراد الغذاء والوقود والإمدادات الأساسية الأخرى. قبل الحرب، كان أكثر من 70 بالمئة من واردات اليمن تمر عبر الحديدة. كما أنه مهم بشكل خاص للعاملين في المجال الإنساني، حيث يستخدمون الميناء لنقل المساعدات إلى ملايين اليمنيين المحتاجين.

في عام 2015، استولى المتمردون الحوثيون على الميناء، مما أثار حربًا أهلية استمرت حتى اليوم. واتهمت الحكومة اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية الحوثيين باستخدام الميناء كمخزن للأسلحة، بل وشنوا هجمات على السفن التي تقترب منه.

منذ ذلك الحين، دعا التحالف الذي تقوده السعودية مرارًا إلى فرض حصار بحري على الميناء. ومع ذلك، حذرت منظمات الإغاثة من أن مثل هذه الخطوة سيكون لها عواقب مدمرة على السكان المدنيين، حيث ستؤدي إلى نقص الغذاء والوقود والأدوية.

وفي الوقت نفسه، يواصل الحوثيون السيطرة على الميناء، ويصرون على أنه خط حيوي للشعب اليمني. كما اتهموا التحالف الذي تقوده السعودية بمحاولة تجويع اليمنيين بإغلاق الميناء.

الحرب الدائرة على ميناء الحديدة

تحولت الحرب الدائرة على ميناء الحديدة إلى معركة ضارية، حيث تحاول كل من الحكومة اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية انتزاع السيطرة عليه من الحوثيين. في عام 2018، شن التحالف هجومًا كبيرًا على الميناء، لكنه قوبل بمقاومة شرسة من الحوثيين. ومنذ ذلك الحين، استمرت المعارك، مع إيقاع خسائر فادحة في صفوف المدنيين.

ووفقاً للأمم المتحدة، قُتل أكثر من 6 آلاف مدني في اليمن منذ بدء الحرب، كما نزح أكثر من 3 ملايين شخص من ديارهم. ويعيش الملايين الآخرون على شفا المجاعة.

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني في اليمن كارثي، حيث يحتاج أكثر من 20 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية. ميناء الحديدة هو شريان حياة رئيسي لتقديم هذه المساعدة، حيث كان يسمح باستيراد أكثر من 80 بالمئة من واردات الغذاء اليمنية قبل اندلاع الحرب.

وقد حذرت منظمات الإغاثة مرارًا وتكرارًا من أن إغلاق الميناء سيكون له عواقب وخيمة على المدنيين اليمنيين. وقدرت الأمم المتحدة أن إغلاق الميناء سيؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء في اليمن، والتي يمكن أن تؤثر على ما يصل إلى 14 مليون شخص.

المستقبل غير مؤكد

مُستقبل ميناء الحديدة غير مؤكد. وتستمر المعارك الدائرة عليه، ولا يبدو أن هناك نهاية في الأفق للحرب الأهلية الأوسع نطاقًا. ومن المتوقع أن يكون للصراع تأثير دائم على اليمن، وأن تستمر موانئه وبنيته التحتية في لعب دور رئيسي في مستقبل البلاد.

إغلاق ميناء الحديدة على المدى القصير سيؤدي إلى أزمة إنسانية واسعة النطاق، وعلى المدى الطويل قد يعقد جهود إعادة الإعمار في اليمن. وتكمن أفضل فرصة لضمان مستقبل أفضل لليمن في التوصل إلى تسوية سياسية تضمن الاستخدام الآمن لميناء الحديدة والأصول الهامة الأخرى لليمن.