في عالم الدبلوماسية الصارم، حيث تُقاس الكلمات وتُوزن الإيماءات بعناية فائقة، ظهرت نبيلة مكرم عبد الشهيد كبطلة غير محتملة، امرأة دافعت بشجاعة عن مواطنة مصرية مظلومة، مما أعاد تعريف ما يعنيه أن تكون دبلوماسيًا.
البداية... موقف إنساني في مواجهة الانتقاداتعندما انتشر مقطع فيديو صادم لدينا سالم، وهي مصرية تعرضت للضرب المبرح على يد زوجها الأردني، تدخلت نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة والشؤون المصرية بالخارج، بسرعة، معلنة دعمها الكامل للضحية.
في وجه الانتقادات العنيفة التي اتهمها البعض بالتدخل في شؤون أجنبية، وقفت نبيلة مكرم بثبات، رافضة التراجع عن موقفها. وبدلاً من اتباع البروتوكول الدبلوماسي المعتاد، اختارت الدفاع عن امرأة بريئة ظُلمت، على حساب مصالحها الشخصية.
رحلتها كدبلوماسية... خدمة الوطن والمصريينكانت رحلة نبيلة مكرم مع الدبلوماسية مليئة بالتحديات والإنجازات. بدأت حياتها المهنية كملحقة دبلوماسية في سفارة مصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك، حيث عملت بلا كلل لتعزيز مصالح بلادها في الساحة الدولية.
تولى مكرم مناصب مختلفة على مر السنين، بما في ذلك مندوبة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة، وسفيرة مصر لدى كينيا، قبل أن يتم تعيينها وزيرة للهجرة والشؤون المصرية بالخارج.
دفاعها عن دينا سالم... لحظة فارقة في حياتهاكان موقف مكرم في قضية دينا سالم لحظة فارقة في حياتها. لقد أثبتت أنها أكثر من مجرد دبلوماسي، بل هي إنسان لديه شغف عميق بالعدالة والمساواة.
وعلى الرغم من الجدل الذي ثار حول موقفها، إلا أنه حظي بتأييد واسع من قبل النساء والمصريين في الداخل والخارج.
الإشادات والتكريماعترفت منظمات حقوق الإنسان والنساء في جميع أنحاء العالم بشجاعة نبيلة مكرم ودفاعها عن حقوق المرأة. وقد تم تكريمها بجوائز مختلفة، بما في ذلك جائزة المرأة المتميزة من الاتحاد الأوروبي.
كما أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شخصيًا بموقف مكرم، واصفًا إياه بأنه "نقطة تحول" في جهود مصر لحماية مواطنيها في الخارج.
رسالتها... قوة المرأة ودورالدبلوماسيةمن خلال موقفها في قضية دينا سالم، أرسلت نبيلة مكرم رسالة قوية للعالم. أظهرت أن المرأة يمكن أن تكون قوة للتغيير، حتى في أكثر المجالات ذكورية.
كما أبرز موقفها الدور الحيوي للدبلوماسية في حماية حقوق الإنسان وتعزيز العدالة الاجتماعية.
الدفاع عن المظلومين... مهمة مستمرةتواصل نبيلة مكرم دورها كبطلة للمظلومين. فهي تعمل بلا كلل لحماية حقوق المصريين في الخارج، وتقديم الدعم للمحتاجين.
وفي رسالة أخيرة، حثت مكرم المرأة على ألا تخاف أبداً من التحدث عن الظلم. وقالت: "إذا رأيتم الظلم، فلا تصمتوا. يجب أن نكون جميعًا صوتًا للضعفاء والمحتاجين، لأن هذا هو جوهر الإنسانية الحقيقية."
وختامًا، فإن قصة نبيلة مكرم هي قصة امرأة شجاعة كسرت الحواجز، وأعادت تعريف دور الدبلوماسي. إنها تذكير بأننا جميعًا مسؤولون عن الدفاع عن حقوق الإنسان والوقوف إلى جانب المظلومين، أينما كانوا.