انتخابات أمريكا، ديمقراطية حامية الوطيس ومنافسة شرسة، تشترك فيها وجوه قديمة وновая. وهناك تجدد في مواجهة بين كامالا هاريس التي شغلت منصب نائبة الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته جو بايدن والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، في محاولة منهما للسيطرة على البيت الأبيض. وفي الوقت الذي توشك فيه عملية فرز الأصوات على الانتهاء، يتضح الفائز في هذا السباق الانتخابي المحتدم.
اشتعلت حرب التصريحات بين هاريس وترامب طوال الحملة الانتخابية، حيث اتهم كل منهما الآخر بعدم اللياقة للمنصب. ووصفت هاريس ترامب بأنه "خطير وغير لائق" بينما وصفها ترامب بأنها "ضعيفة وغير قادرة". ومع تصويت ملايين الأمريكيين، يحبس العالم أنفاسه لمعرفة من سيخرج منتصرا من هذه المعركة الكلامية.
تتباين آراء هاريس وترامب حول مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الرعاية الصحية والهجرة والسياسة الخارجية. ودعت هاريس إلى توسيع نطاق الرعاية الصحية لتشمل المزيد من الأمريكيين وخفض أسعار الأدوية الموصوفة، بينما تعهد ترامب بإلغاء قانون الرعاية الصحية الذي طال أمده المعروف باسم قانون الرعاية الميسرة. وفيما يتعلق بالهجرة، أيدت هاريس مسارًا نحو المواطنة للمهاجرين غير المسجلين ودعت إلى إصلاح شامل لنظام الهجرة، بينما تبنى ترامب موقفا أكثر صرامة، داعيًا إلى تشييد جدار على الحدود مع المكسيك وفرض قيود على الهجرة.
تعتبر هذه الانتخابات واحدة من أكثر الانتخابات متابعة في التاريخ الحديث، حيث أدلى ملايين الأمريكيين بأصواتهم. ووفقًا لاستطلاعات الرأي، يتفوق ترامب على هاريس في عدة ولايات رئيسية، لكن السباق لا يزال متقاربًا. ويبقى أن نرى ما إذا كان ترامب سيتمكن من قلب مسار الانتخابات لصالحه أم أن هاريس ستحقق فوزًا تاريخيًا.
تتجاوز أهمية انتخابات أمريكا حدود الولايات المتحدة، حيث سيكون لهذه الانتخابات تأثير كبير على المشهد السياسي العالمي. وستحدد نتيجة هذه الانتخابات مسار الولايات المتحدة في السنوات القادمة، وستشكل مستقبل الديمقراطية في جميع أنحاء العالم. لذلك، يتابع العالم عن كثب كل تطور في هذه الانتخابات المصيرية.