نسرين امام من البحر الى الشاشة




إنها الرياح التي حملتني من الكويت الحبيبة إلى مصر العظيمة، ومن مياه الخليج إلى رمال النيل، حيث ولدت في مدينة السالمية بالكويت، وعشت هناك 18 عامًا، ثم انتقلت إلى بلدي مصر للدراسة في الأكاديمية البحرية بالقاهرة.
لقد كانت تلك الرحلة بمثابة مغامرة بالنسبة لي، فقد تركت ورائي عالمًا مألوفًا لأخوض غمار تجربة جديدة، وبينما كنت أتأرجح بين أمواج بحرين مختلفين، كنت أحمل في قلبي شغفًا متوقدًا بداخلي.
لم تكن الحياة في مصر سهلة في البداية، فقد كنت بعيدة عن عائلتي وأصدقائي، لكنني وجدت عزائي في الدراسة، حيث تم قبولي في الأكاديمية البحرية، وبذلت قصارى جهدي للنجاح، وفي غضون شهرين، أصبحت معيدة.
لكن القدر كان له خطط أخرى لي، فقد رشحني أحد أصدقائي للمخرجة إيناس بكر، التي رأت فيّ موهبة دفينة، وهكذا بدأت رحلتي في عالم التمثيل.
كنت متحمسة ولكن متوترة أيضًا، فقد كنت خائفة من مواجهة الكاميرا والإضاءات الساطعة، لكنني استمديت الشجاعة من التشجيع والدعم الذي تلقيت من عائلتي وأصدقائي.
كان أول دور لي في مسلسل "العار"، ولعبت فيه دور فتاة فقيرة تعمل في أحد المصانع، لقد كان دورًا صعبًا، لكنني بذلت قصارى جهدي لإضفاء الحياة على الشخصية وإيصال رسالتها.
ومنذ ذلك الحين، شاركت في العديد من الأعمال الفنية، ولعبت مجموعة متنوعة من الأدوار، من الأدوار الدرامية إلى الكوميدية، ومن الشخصيات التاريخية إلى المعاصرة.
ولقد وجدت في التمثيل ملاذي، حيث يمكنني التعبير عن نفسي بألف طريقة مختلفة، كما منحني التمثيل فرصة للتواصل مع الجمهور وإلقاء الضوء على القضايا المهمة.
ومع كل دور جديد، شعرت بأنني أكبر وأتطور كممثلة، إن التمثيل ليس مجرد مهنة بالنسبة لي، ولكنه شغف وحلم حققته، إنه عالم سحري يأسرني ويمنحني الإلهام والرضا.