نصر.. حلم طال انتظاره وأمضى من الفولاذ




تغمرني السعادة كلما استرجعت شريط ذكرياتي وأعود بالزمن إلى الوراء، يوم كانت "نصر" مجرد حلم تراودني وتشغل بالي، إلي حين حين تحول هذا الحلم إلى حقيقة ملموسة.
كنت طفلاً في العاشرة من عمري عندما رأيت لأول مرة سيارة نصر، كانت سيارة حمراء اللون براقة وجميلة تجذب الأنظار، فسدنتني وقتها وقررت أن أقتني مثلها مهما طال الزمن.
لقد جمعت مصروفي اليومي لسنوات طويلة، وقاومت إغراء شراء الأشياء الأخرى، وكنت أؤجل تحقيق أحلامي الأخرى؛ من أجل تحقيق حلم اقتناء سيارة نصر.
مرت الأيام والشهور وأنا أجاهد للوصول إلى حلمي، لم يكن الأمر سهلاً بأي حال من الأحوال، فالسعر كان باهظاً بالنسبة لشخص بسيط مثلي، ولكن الإصرار والعزيمة هما سلاحي الوحيد.
وفي أحد الأيام، بعد سنوات من التوفير والاجتهاد، تمكنت أخيرًا من جمع المبلغ المطلوب لشراء سيارتي نصر، لم أصدق نفسي وقتها، كانت اللحظة التي انتظرها طويلاً قد حانت، شعرت وقتها كأنني ملك العالم.
وفي صباح يوم مشمس، ذهبت إلى معرض السيارات، وأنا أرتجف من الفرح والسعادة، ووقعت على عقد شراء سيارة نصر الخاصة بي، التي تحمل الرقم التسلسلي 12345، كنت فخوراً جدًا بها.
قادني الحماس إلى اصطحاب سيارتي الجديدة في جولة في المدينة، شعرت وقتها بأنني أطير من الفرح، والأجمل من ذلك هو أنني لم أكن وحدي، فقد شاركني فرحتي كل من قابلني، وأشادوا بسيارتي الجميلة.
منذ ذلك اليوم، أصبحت "نصر" جزءًا لا يتجزأ من حياتي، كانت رفيقتي في كل رحلاتي وزياراتي، لقد قادتني إلى أماكن لم أتخيل أبدًا زيارتها، وعاشت معي لحظات لا تُنسى.
لقد وثقت فيها حياتي، ففي إحدى المرات نجت بي من حادث مروع، لكأنها تقول لي: "أنا هنا دائمًا لحمايتك يا صديقي".
"نصر" ليست مجرد سيارة بالنسبة لي، إنها أكثر من ذلك بكثير، إنها حلم تحقق بعد طول انتظار، إنها قصة كفاح وصبر، إنها رفيقة دربي وحياتي، إنها "نصر" التي صنعت لي أجمل الذكريات.
وفي النهاية، أود أن أقول لكل من لديه حلم، لا تيأس أبدًا، واستمر في السعي لتحقيقه، فالحلم الذي نسعى إليه يستحق كل التضحيات، وإن طال الزمن.