نظام هيئة الرقابة ومكافحة الفساد




"لم تكن الفساد مجرد ظاهرة مؤقتة أو مشكلة محدودة في مجتمعنا، بل إنها كانت أشبه بالطاعون الذي ينخر في جسد دولتنا. لقد أفسد الفساد اقتصادنا، وأضعف ثقتنا في مؤسساتنا، وقوض الأساس الأخلاقي لمجتمعنا. ولم نكن قادرين على التغلب عليه وحده؛ لقد احتاج الأمر إلى جهد منسق وفعال، وهو ما وفره "نظام هيئة الرقابة ومكافحة الفساد" أخيرًا.

أُنشئ نظام هيئة الرقابة ومكافحة الفساد بموجب المرسوم الملكي رقم 34 لعام 2019، وهو نظام شامل وقوي يهدف إلى مكافحة الفساد بكافة أشكاله. ومن خلال الجمع بين مقاربات قانونية وإدارية، يمنح النظام الهيئة مجموعة واسعة من الصلاحيات للتحقيق في قضايا الفساد ومحاكمة المسؤولين عنها.

  • التحقيقات المستقلة: تتمتع الهيئة بالسلطة في إجراء تحقيقات مستقلة في قضايا الفساد. وهذا يمنح الهيئة القدرة على التحقيق في القضايا حتى لو كانت هناك عوائق سياسية أو عقبات أخرى.
  • صلاحية الاستدعاء: يمكن للهيئة استدعاء الأفراد والوثائق والمواد الأخرى ذات الصلة بالتحقيقات. هذا يضمن أن الهيئة لديها الأدوات اللازمة للكشف عن الحقائق.
  • التعاون الدولي: لدى الهيئة سلطة التعاون مع المنظمات الدولية الأخرى لمكافحة الفساد. وهذا أمر مهم لأنه يضمن أن الهيئة يمكنها الوصول إلى المعلومات والموارد التي تحتاجها لمعالجة قضايا الفساد عبر الحدود.

بالإضافة إلى هذه الصلاحيات الواسعة، يوفر نظام هيئة الرقابة ومكافحة الفساد أيضًا مجموعة من الضمانات لضمان استخدام سلطات الهيئة بطريقة عادلة وغير منحازة.

  • الاستقلال: تتمتع الهيئة بالاستقلال الإداري والمالي. وهذا يضمن أن الهيئة خالية من التدخل السياسي أو أي تأثير خارجي آخر.
  • المساءلة: زير الهيئة مسؤول عن أداء الهيئة أمام الملك. وهذا يضمن أن الهيئة خاضعة للمساءلة عن أفعالها.
  • حقوق الإنسان: يجب على الهيئة احترام حقوق الإنسان أثناء إجراء تحقيقاتها. وهذا يشمل حماية حق المتهمين في محاكمة عادلة.

منذ إنشائها، حققت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد تقدمًا كبيرًا في مكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية. وقد أدت تحقيقات الهيئة إلى اعتقال ومحاكمة عدد من المسؤولين الحكوميين الفاسدين. كما نجحت الهيئة في استرداد أكثر من 400 مليون دولار من الأموال المنهوبة.

إن عمل هيئة الرقابة ومكافحة الفساد ليس بالأمر السهل. ومع ذلك، فهي تمثل خطوة مهمة في مكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية. ومن خلال الاستمرار في جهودها لضمان المساءلة والشفافية، يمكن للهيئة أن تساعد في خلق مستقبل أكثر إشراقًا لجميع السعوديين.