وعود وأرقام ومشاريع تراوحت بين تعهدات على الورق ووعود لم تنفذ، هكذا كان وضع مشاريع "نماء" التي تعثرت أعمالها في محافظة (العلا)، وقبل ثلاثة أيام أعلنت "الهيئة الملكية لمحافظة العلا" عن إلغاء مشروع "نماء" بالمحافظة.
قديماً، كانت الوعود الكثيرة والآمال العريضة، هي ملح الحياة التي تجعلنا نتحمل مرارتها، فعندما يفيض بنا الفرح، نشعر وكأن لدينا الكثير لنعيش من أجله، لكن للأسف، هذا لم يحدث مع التعثرات التي شهدتها مشاريع "نماء" الكثيرة، بهذا الكم من الأحلام التي ضاعت هباءً.
عندما أعلنت "الهيئة الملكية لمحافظة العلا" عن إلغاء المشروع، ووعودها بتعويض المتضررين، علت موجة من الغضب والاستياء، فمن ذا الذي سيعوض هؤلاء الأشخاص ما خسروه؟ هل سيعوضهم عن آمالهم التي ضاعت، أم عن أموالهم التي أنفقوها؟
بكل أسف، فإن التعثرات التي شهدتها مشاريع "نماء"، والتي كانت من المفترض أن تعمل على تطوير وازدهار محافظة العلا، قد تركت خلفها جرحاً كبيراً في نفوس المواطنين، الذين وضعوا كامل ثقتهم في المشروع.
لنعد بالزمن قليلاً إلى الوراء، عندما أطلقت "الهيئة الملكية لمحافظة العلا" مبادرة "نماء" في عام 2017، والتي تضمنت العديد من المشاريع التنموية والاقتصادية، وروجت لها آنذاك على أنها ستسهم في رفع مستوى معيشة المواطنين، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتضمنت المبادرة العديد من المشاريع، مثل مشاريع سياحية وترفيهية، ومشاريع زراعية وصناعية، ومشاريع للبنية التحتية والخدمات، وبدأت بالفعل بعض هذه المشاريع في الافتتاح، مثل متحف مرايا، ومنتجع أشكال الصخور.
لكن مع مرور الوقت، بدأت المشاكل والصعوبات تواجه مشاريع "نماء" بشكل متزايد، وتأخرت عملية تنفيذ العديد من المشاريع، وتوقفت أخرى تماماً، مما أثار استياء وغضب المواطنين.
ومن الأسباب التي أدت إلى تعثر مشاريع "نماء"، ضعف الرقابة والإشراف على هذه المشاريع، بالإضافة إلى عدم وجود خطة واضحة ومحددة لتنفيذها، مما أدى إلى فوضى وعشوائية في العمل.
والآن، وبعد أن ألغت "الهيئة الملكية لمحافظة العلا" مشروع "نماء"، تبقى المهمة الكبرى وهي التعويض عن الأضرار التي لحقت بالمواطنين، وتعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها، سواء كانت خسائر مادية أو معنوية.
وبعد، فلعل إلغاء مشروع "نماء" من قبل "الهيئة الملكية لمحافظة العلا"، يكون بمثابة جرس إنذار لجميع الجهات المعنية، من أجل مراجعة خططها ومشاريعها التنموية، والعمل على وضع تصورات وأهداف واقعية يمكن تحقيقها على أرض الواقع.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here