انطلقت حكاية النادي عام 1938، عندما اجتمع مجموعة من الشباب العاشقين لكرة القدم حول حلم مشترك: إنشاء فريق يجمعهم ويمثل مدينتهم. ابتداؤوا كفريق هواة، يلعبون مباريات ودية في الملاعب الترابية المجاورة، لكن شغفهم وحبهم للكرة كانا وقودهما نحو التألق.
مع مرور السنين، نما الفريق وتطور، وبدأ في المشاركة في البطولات الرسمية. في عام 2009، حقق نهضة بركان إنجازًا تاريخيًا بالصعود إلى الدرجة الأولى المغربية. كان هذا الإنجاز نتيجة للعمل الدؤوب والتصميم الذي أبداه اللاعبون والإدارة، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة في تاريخ النادي.
في السنوات التالية، واصل نهضة بركان مسيرته التصاعدية، وحقق العديد من النجاحات، كان أبرزها الفوز بكأس العرش المغربي مرتين متتاليتين عامي 2018 و2019. كما شارك النادي في بطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية، ووصل إلى المباراة النهائية في عام 2020، ليصبح أول فريق مغربي يصل إلى هذا الدور.
وراء نجاح نهضة بركان، هناك العديد من العوامل التي ساهمت في رحلته المميزة. أولاً، كان دعم الجماهير الوفية للنادي عاملاً رئيسيًا في كل إنجازاته. كان المشجعون حاضرين دائمًا في الملاعب، يغنون ويرفعون اللافتات، ما أعطى اللاعبين دفعة معنوية كبيرة.
ثانيًا، كان للرؤية الواضحة والإدارة الحكيمة دورًا بارزًا في نجاح النادي. حدد المسؤولون في نهضة بركان منذ البداية أهدافًا طموحة وسعوا جاهدين لتحقيقها. عملوا باستمرار على تطوير البنية التحتية للنادي، وجذب لاعبين موهوبين، والحفاظ على بيئة عمل احترافية.
ثالثًا، كان لروح الفريق القوية والتضامن بين اللاعبين تأثير كبير على أدائهم. كان لاعبو نهضة بركان متحدين داخل وخارج الملعب، ودافعوا عن شعار النادي بشرف وشغف. هذه الروح القتالية هي التي مكنتهم من التغلب على التحديات والوصول إلى أعلى المستويات.
اليوم، يُعد نهضة بركان نموذجًا للنجاح والمثابرة. بدأت قصة هذا النادي من حي متواضع، لكنها أصبحت ملهمة للكثيرين. لقد أظهر نهضة بركان للعالم أنه بالإيمان والتصميم، يمكن تحقيق أي حلم مهما بدا مستحيلًا.
إنها حكاية عن الشغف والطموح، قصة عن مجموعة من الشباب الذين لم يخشوا الحلم وجعلوه حقيقة. فلتكن قصة نهضة بركان تذكيرًا دائمًا بأن أي شيء ممكن إذا وضعنا عقولنا وقلوبنا فيه.