نهى نبيل.. امرأة مصرية استطاعت أن تحدث تغييراً في العالم




في عالم اليوم المليء بالتحديات، حيث غالبًا ما يبدو الأمر وكأن ما يحدث من حولنا يفوق قدراتنا على الفهم أو التأثير، غالبًا ما نحتاج إلى الإلهام لندرك أن لدينا القدرة على إحداث فرق. تتمثل إحدى هذه القصص الملهمة في قصة نهى نبيل، وهي امرأة مصرية شجاعة كسرت الحواجز ودافعت عن حقوق الفتيات والنساء في بلدها وفي جميع أنحاء العالم.
بدأت رحلة نبيل في مسقط رأسها بمحافظة المنيا في صعيد مصر، حيث شهدت التحديات التي تواجهها الفتيات والنساء في الحصول على التعليم والفرص المتساوية. وبدافع من الرغبة في إحداث تغيير، أسست منظمة "بصمة" لتوفير التعليم والتدريب المهني للفتيات من الأسر المحرومة.
"لقد أدركت أنه لا يمكننا تحقيق التقدم الحقيقي إلا عندما يتم تمكين الفتيات والنساء"، تقول نبيل. "إن تعليم الفتاة لا يفيدها فقط، بل يفيد مجتمعها بأكمله".
منذ تأسيسها في عام 2006، نمت "بصمة" لتصبح منظمة رائدة في مجال تمكين الفتيات في مصر. تقدم المنظمة مجموعة واسعة من البرامج التي تهدف إلى إعداد الفتيات للمستقبل، بما في ذلك برنامج محو الأمية، وورش عمل المهارات الحياتية، ومبادرات ريادة الأعمال.
إحدى القصص الملهمة من عمل "بصمة" هي قصة فتاة صغيرة تدعى رانيا. نشأت رانيا في أسرة فقيرة عانت من العنف المنزلي. أجبرت على ترك المدرسة في سن مبكرة للمساعدة في إعالة أسرتها. من خلال دعم "بصمة"، تمكنت رانيا من العودة إلى المدرسة واستئناف تعليمها. كما حصلت أيضًا على تدريب مهني في الخياطة، وهي الآن تكسب رزقها وتساعد في دعم أسرتها.
قصة رانيا هي مجرد واحدة من بين العديد من القصص التي تظهر تأثير عمل نهى نبيل ومنظمة "بصمة". لقد ساعدت المنظمة آلاف الفتيات على التغلب على التحديات التي يواجهنها و تحقيق إمكاناتهن.

لا يقتصر عمل نبيل ومنظمة "بصمة" على توفير التعليم للفتيات. فهي تدافع أيضًا عن حقوقهن وحريتهن الأساسية. في عام 2015، أطلقت نبيل حملة "طالبات ضد العنف" لحشد المجتمعات المحلية ضد العنف ضد الفتيات في المدارس. كما أنها شاركت بنشاط في تشكيل السياسات الحكومية المتعلقة بتعليم الفتيات وحقوقهن.
وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها، إلا أن نبيل ظلت صامدة في معركتها من أجل إحداث تغيير. وقد اعترفت جهودها من قبل العديد من المنظمات المحلية والدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، التي أطلقت عليها لقب "بطلة التنمية".
"أعتقد أن كل فتاة يجب أن يكون لديها الفرصة لتحقيق أحلامها"، تقول نبيل. "أنا مصممة على مواصلة العمل حتى تتمكن جميع الفتيات في مصر ومن جميع أنحاء العالم من الوصول إلى التعليم والفرص التي يحتاجونها للنجاح".

تعد قصة نهى نبيل ومنظمة "بصمة" مصدر إلهام للجميع. إنها تظهر لنا أنه حتى الشخص الواحد يمكنه إحداث فرق من خلال العمل الجاد والتفاني. كما تذكرنا بأهمية تمكين الفتيات والنساء كمحرك للتغيير الإيجابي في العالم.
"آمل أن تكون قصتي مصدر إلهام للآخرين"، تقول نبيل. "آمل أن يدرك الناس أنهم يمكنهم إحداث فرق. بغض النظر عن مدى صغر أو كبر هذا التغيير، فإن كل عمل يهم".
إذا كنت تبحث عن قصة ملهمة ستعيد لك إيمانك بالقوة الإنسانية، فإن قصة نهى نبيل ومنظمة "بصمة" تستحق القراءة. إنها قصة عن الأمل والتغيير والإمكانيات اللانهائية التي تكمن في كل فتاة.