نهى نبيل: رحلة امرأة عربية متحدية للصعاب

كنت دائمًا أشعر بأنني مختلفة. حتى في عالم مليء بالنساء العربيات القويات والمستقلات، لم أستطع التخلي عن الشعور بأنني لا أنتمي، غريبة بعض الشيء، ولا أستطيع أبدًا الاندماج تمامًا.

ترعرعت في بيئة محافظة في مصر. كانت والدتي امرأة متدينة للغاية، وكان والدي صارمًا ولكنه محب. لم يكن لدي الكثير من الحرية، لكنني كنت دائمًا طالبة مجتهدة وكنت شغوفة بالتعليم.

عندما أتيت إلى الولايات المتحدة للدراسة الجامعية، شعرت بالانبهار والرهبة في نفس الوقت. كانت هذه المرة الأولى التي أكون فيها بعيدًا عن عائلتي، وكنت مصممة على إثبات نفسي. حصلت على درجات عالية، وانخرطت في الأنشطة اللامنهجية، وبدأت في بناء شبكة من الأصدقاء الذين دعمني وساعدوني على التأقلم.

بعد التخرج، حصلت على وظيفة في شركة مرموقة بدأت فيها رحلتي في عالم الشركات. لقد عملت لساعات طويلة، وتعلمت الكثير، وصعدت سلم الشركات بسرعة.

لكنني لم أكن أبدًا مرتاحة تمامًا. مع نجاحي المهني، شعرت أنني أفقد جزءًا من هويتي العربية. لقد تبنيت العديد من القيم الغربية، وبدأت في التساؤل عما إذا كنت لا أزال أعرف من أنا.

لقد قررت العودة إلى مصر، حيث وجدت وظيفة في شركة عالمية. لقد كنت متحمسة للعودة إلى وطني، لكنني وجدت صعوبة في إعادة الاندماج في المجتمع. كانت الحياة مختلفة عما تذكرته، ولم أكن أهتم كثيرًا بالطريقة التي تعامل بها الناس مع بعضهم البعض.

بعد بضع سنوات، قابلت زوجي، وهو رجل أمريكي رائع. لقد وقعت في حبه وقررت البقاء في مصر. معًا، أنشأنا حياة جميلة لنا ولعائلتنا الصغيرة.

بينما كنت أتأمل رحلتي، أدركت أنني لم أعد أشعر بالاختلاف أو الغربة. لقد احتضنت هويتي العربية، لكنني تعلمت أيضًا تقبل ثقافات أخرى. لقد وجدت توازني، وأنا فخورة للغاية بالمرأة التي أصبحت عليها.

أعتقد أن رحلتي يمكن أن تكون مصدر إلهام للنساء العربيات الأخريات اللاتي يكافحن من أجل إيجاد مكانهن في العالم. أريد أن أقول لهم أنه لا بأس في الشعور بالاختلاف، وأن إيجاد توازن بين ثقافتين أمر ممكن.

نحن نساء عربيات قويات ومستقلات، وعلينا أن ندعم بعضنا البعض ونحتفل بنجاحاتنا. معًا، يمكننا تغيير العالم.

• "لا أحد ينتمي حقًا، ولا أحد غريب حقًا، لأن الجميع يعيشون خارج أنفسهم إلى حد ما."
• "من الأصعب أن تكون امرأة عربية قوية ومستقلة من أن تكون رجلًا عربيًا قويًا ومستقلًا."
• "ثقافتنا هي جزء مما نحن عليه، ولكن لا ينبغي أن تحددنا."