نوال الكويتية.. قصة النجمة التي لم تبهرها الأضواء




بقلم: مها محمد
"ما أجمله من إحساس عندما يتجاوز صوتك حدود الوطن، ويكون صداه في كل مكان"
بهذه الكلمات بدأت نوال الكويتية حديثها معي، وهي تسترجع ذكريات رحلتها الفنية الطويلة، التي امتدت لأكثر من ثلاثين عامًا.

نشأة بسيطة وولع فني


نشأت نوال في حي بسيط في مدينة الكويت، وكانت منذ صغرها مفتونة بالموسيقى والغناء. تقول: "كنت أستمع إلى أم كلثوم وفيروز ووردة، وكان صوتي يتسلل من بين شقوق الباب في غرفتي، حيث كنت أختبئ خوفًا من عتاب أمي".

تابعت نوال شغفها في السر، حتى اكتشفت موهبتها في المدرسة، حيث شاركت في العديد من الحفلات المدرسية، ونالت إعجاب زملائها ومعلميها.

خطوة جريئة ودعم الأسرة


لم تكن رحلة نوال الفنية سهلة، لكنها كانت مدعومة بعائلتها التي ساندتها في كل خطوة. تقول: "والدي كان من أكبر المشجعين لي، وكان يحرص على حضور جميع حفلاتي، حتى لو كانت صغيرة".
وفي عام 1986، اتخذت نوال قرارًا جريئًا بالالتحاق بمعهد الموسيقى العربية، حيث درست الغناء والموسيقى على يد كبار الأساتذة.

البداية الصعبة والطريق إلى النجومية


لم يكن طريق نوال إلى النجومية مفروشًا بالورود، فقد واجهت العديد من التحديات والعقبات، لكنها لم تيأس. تقول: "كنت أذهب إلى شركات الإنتاج وأغني لهم، لكنهم كانوا يرفضونني باستمرار. كنت أعود إلى المنزل وأبكي، لكنني كنت أرجع في اليوم التالي وأحاول مرة أخرى".
وبعد سنوات من المثابرة والجهد، جاءت الفرصة التي طال انتظارها. في عام 1992، أصدرت نوال ألبومها الأول "حبيبي" الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وجعلها نجمة بين عشية وضحاها.

نجاح متواصل ومسيرة حافلة


منذ ذلك الحين، أصدرت نوال أكثر من 20 ألبومًا، وحققت أغانيها نجاحًا واسعًا في جميع أنحاء العالم العربي. كما شاركت في العديد من الحفلات والمهرجانات الفنية الكبرى.

تتميز نوال الكويتية بصوتها القوي والعذب، وأغنياتها التي تمس قلوب الجماهير. تقول: "أحرص دائمًا على اختيار الأغاني التي تلامس وجدان الناس وتتحدث عن مشاعرهم وتجاربهم".

إنسانة بسيطة رغم الشهرة


رغم كل شهرتها ونجاحها، ظلت نوال الكويتية كما هي، إنسانة بسيطة ومتواضعة. فهي تحرص على التواصل مع جمهورها، والتفاعل معهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتلبية دعواتهم لحضور حفلاتها.

تقول نوال: "جمهوري هو أهم ما أملك. أنا مدينة لهم بكل ما حققته. هم من صنعوا نجوميتي، وهم من يجعلني أشعر بأنني مميزة".

رسالتها الفنية


ترى نوال الكويتية أن الفن رسالة سامية، ويجب أن يستخدم لنشر الحب والسلام والتعايش. تقول: "أحاول من خلال أغنياتي أن أدعو إلى الوحدة والتسامح، وأن أقول للناس أننا جميعًا إخوة في الإنسانية".

مستقبل الفن الخليجي


تتابع نوال الكويتية باهتمام كبير تطور الفن الخليجي، وتشجع الشباب على دخول هذا المجال. وتقول: "لدينا الكثير من المواهب الشابة الرائعة في الخليج، لديهم صوت جميل وشغف كبير بالفن. أتمنى لهم كل التوفيق في مسيرتهم الفنية".

كلمة أخيرة


اختتمت نوال الكويتية حديثها معنا برسالة إلى محبيها: "شكرًا جزيلاً لكم على كل حبكم ودعمكم. أنتم سر نجاحي واستمراريتي. وأعدكم بأنني سأظل أغني لكم، وسأحاول دائمًا أن أقدم لكم أفضل ما لدي".