في رحاب مدينة الكويت الساحرة، حيث الشواطئ الرملية البيضاء والمياه الفيروزية المتلألئة، حُفر اسم نوال الكويتية بأحرف من نور في تاريخ الموسيقى العربية.
وُلدت نوال ظاهر حبيب الزيد في عام 1966، ونشأت في بيئة فنية غنية أدت إلى شغفها بالموسيقى منذ صغرها. كان والدها صاحب مكتبة تسجيلات، حيث كانت تحيط نفسها باللحن والكلمات، مما ألهب موهبتها الغنائية.
انطلقت مسيرة نوال الكويتية في الثمانينيات، عندما قدمها الموسيقار القدير عبد الله الرويشد في أغنيته "قلبك كبير". ومع موهبتها الاستثنائية، سرعان ما أصبحت نجمة صاعدة في عالم الفن الخليجي.
أصدرت نوال ألبومها الأول بعنوان "أرجوك" في عام 1989، والذي حقق نجاحًا كبيرًا وأطلق مسيرتها نحو النجومية. ومنذ ذلك الحين، أصدرت أكثر من 30 ألبومًا، حصدت من خلالها العديد من الجوائز والتكريمات.
تُعد نوال الكويتية إحدى أشهر وأبرز المغنيات في منطقة الخليج العربي. تتميز بغنائها الشجي وحضورها المسرحي القوي، مما جعلها تتألق على أكبر المسارح العربية والعالمية.
تتراوح أغاني نوال بين الأغاني الكلاسيكية والرومانسية، كما تغني أيضًا ألحانًا وطنية مؤثرة. وقد أصبحت أغنياتها مثل "يا أبو دموعي" و"ماني بند لك" و"عزومنا عالية" جزءًا من التراث الموسيقي الخليجي.
لم تقتصر شهرة نوال الكويتية على المنطقة العربية فحسب، بل تعدت ذلك لتصبح سفيرة للفن العربي في جميع أنحاء العالم. فقد أحيت العديد من الحفلات الناجحة في دول مختلفة، ونالت إعجاب الجماهير من مختلف الثقافات.
كما شاركت نوال في العديد من الفعاليات الثقافية والمبادرات الإنسانية، مما جعلها رمزًا للتسامح والوحدة من خلال الموسيقى.
ألهمت مسيرة نوال الكويتية الكثير من المواهب الشابة الطموحة. فهي نموذج يحتذى به للتفاني والإصرار، وتثبت أن الأحلام يمكن أن تتحقق من خلال العمل الجاد والشغف.
تواصل نوال إلهام أجيال جديدة من المغنيين بموهبتها الدائمة وقلبها الكبير، لتبقى اسمًا لامعًا في سماء الموسيقى العربية لعقود قادمة.