تولدت ونشأت في إحدى أشد مناطق النزاع سخونة في العالم: مدينة الرقة السورية، عاصمة ما كان يسمى بالدولة الإسلامية. كنت طفلاً عندما سيطر تنظيم داعش على المدينة، وسرعان ما أصبحت حياتنا جحيمًا.
فرضت داعش قوانينها المتشددة على كل جانب من جوانب حياتنا. فتمت إغلاق المدارس، وتم منع النساء من الخروج من منازلهن دون محرم، وأُعدم من يخالفون القوانين في الشوارع. كانت المدينة تحت سطوة الرعب والخوف.
كان والدي أحد أولئك الذين تم إعدامهم من قبل داعش. لقد كان رجلاً مسالماً، وقد اتهمته داعش فقط بالتجسس لصالح الحكومة. كان يوم إعدامه هو أسوأ يوم في حياتي. كنت أعلم أن حياتي لن تكون كما هي مرة أخرى.
بعد مقتل والدي، أصبحت داعش أكثر وحشية. بدأت في تجنيد الأطفال الصغار ولم يعد بإمكاني الذهاب إلى المدرسة. أصبحت الحياة صعبة للغاية.
وفي إحدى الليالي، تمكنت من الفرار من الرقة مع عائلتي. كانت رحلة محفوفة بالمخاطر، لكننا نجحنا في الهروب. لقد وصلنا إلى مخيم للاجئين في تركيا، حيث عشنا لمدة عامين.
في عام 2016، أعيد توطيننا في كندا. كانت حياة جديدة بالنسبة لي. لقد تعلمت اللغة الإنجليزية، وذهبت إلى المدرسة، وبدأت في بناء حياة جديدة.
لم تكن الحياة سهلة بالنسبة لنا في كندا. ولكننا آمِنون هنا ولدينا مستقبل. لم يعد علي أن أعيش في خوف، ولم يعد علي أن أخشى الاعتقال أو القتل.
أريد أن أتحدث عن قصتي لأنني أريد أن يعرف العالم ما حدث في الرقة. أريد أن يعرف الناس عن الرعب الذي عانيناه تحت حكم داعش. كما أريد أن ألهم الآخرين، وأريهم أنه حتى في أحلك الأوقات، لا يزال هناك أمل.
أدعوكم جميعًا للانضمام إلي في التحدث ضد داعش. دعونا نعمل معًا لضمان عدم تكرار ما حدث في الرقة مرة أخرى. دعونا نجعل العالم مكانًا أكثر سلمًا ورحمة.