هاني حتحوت... من موقف حافلات جامعية إلى العالمية




ما وراء الكواليس |

بفضل شغفه بالتصوير، استطاع الشاب المصري هاني حتحوت أن يحول مواقفه الصعبة إلى فرص ذهبية، ليصل إلى العالمية

في مقطع فيديو قصير انتشر بشكل مدهش، يروي هاني بشكل عفوي كيف بدأ رحلته مع التصوير. كان يقف منتظراً حافلة الجامعة، عندما رأى مجموعة من طلاب كلية الإعلام يلتقطون الصور. استوقفته عدساتهم الكبيرة، وسرعان ما سألهم عما يفعلون. أجابوا بكل لطف أنهم يلتقطون صوراً للجامعة. في تلك اللحظة، أدرك هاني شغفه الدفين بالتصوير.

نعم، كانت مجرد عدسات، لكن بالنسبة لهاني كانت نافذة على عالم جديد. لم يمتلك كاميرا في ذلك الوقت، لكنه كان حريصاً على استكشاف هذا الشغف، فبدأ يلتقط الصور بهاتفه. ومن هنا، انطلقت مسيرته المدهشة.

رحلة صعود ملهمة

التقط هاني صورته الأولى بهاتفه، وهي لحافلة الجامعة التي طال انتظارها. كانت تلك الصورة بداية رحلته الطويلة. فقد قرر التعمق في عالم التصوير عن طريق البحث عن المصادر المجانية وتعلم التقنيات الأساسية. لم يكن الطريق سهلاً، إذ واجه صعوبات كثيرة، مثل النقص في المعدات والأجهزة الاحترافية.

لكن الإصرار والمثابرة تخطيا كل العقبات. فعمل هاني بكل جهد على تحسين مهاراته، حتى أصبح قادراً على التقاط صور مميزة وباستخدام كاميرا هاتفه فقط. ومع الوقت، تواصل مع مصورين محترفين، وشارك في ورش عمل ودورات تدريبية، مما ساعده على تطوير مهاراته بشكل ملحوظ.

القفزة إلى العالمية

لم يكتفِ هاني بحمل الكاميرا فقط، بل أراد مشاركة شغفه مع العالم. بدأ بنشر صوره على منصات التواصل الاجتماعي، والتي سرعان ما لفتت انتباه العديد من الشركات والمجلات العالمية. كانت صوره تتميز بالدقة والوضوح والقصص الرائعة وراء كل صورة. ومن هنا، بدأ اسمه يتردد على المستوى الدولي، مما منحه الفرصة للعمل مع عملاء مرموقين واتخاذ مكانته في عالم التصوير الفوتوغرافي الاحترافي.

التأثير الاجتماعي

لم يقتصر تأثير هاني على المستوى الفني فقط، بل تعدى ذلك إلى التأثير الاجتماعي. فقد أصبح مصدر إلهام للكثير من الشباب في مصر وخارجها، ودليل على أن الإصرار والمثابرة يمكن أن يحققا الأحلام، مهما كانت الظروف. بالإضافة إلى ذلك، ساهم هاني في نشر اسم مصر في المحافل الدولية، وأثبت أن المواهب المصرية قادرة على الوصول إلى العالمية.

رسالته إلى الشباب

يقول هاني: "لا تنتظر الفرصة المناسبة، اصنعها بنفسك. لا تخف من الفشل، بل استفد منه للتقدم إلى الأمام. تذكر دائماً أن الإيمان بنفسك هو أقوى سلاح لديك." ويضيف: "لا تقلل من قيمة هاتفك، يمكن أن يكون أداة رائعة لالتقاط صور مذهلة. المهم هو أن تبدأ، وأن تستمر في التعلم والتطوير."

إلهام للأجيال القادمة

قصة هاني هي قصة نجاح ملهمة، تدل على أن الأحلام لا تعرف حدوداً. فقد استطاع الشاب المصري، الذي كان يقف يوماً ما في موقف حافلات الجامعة، أن يحقق حلمه ويصل إلى العالمية في عالم التصوير. رحلته هي تذكير لنا جميعاً بأننا قادرون على تحقيق أي شيء نضعه في أذهاننا، وأن المثابرة والإصرار هما مفتاح النجاح.

فلتكن قصة هاني حتحوت مصدر إلهام لنا جميعاً، لتذكرنا بأن الأحلام يمكن أن تتحول إلى حقيقة، مهما كانت متواضعة بدايتها.